|
|
||||
|
![]() |
![]() |
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عرض :شهر الله خصائص ومميزات
آفاق الكلمة >> الصوم °¤©><©¤°
شهر الله خصائص ومميزات
°¤©><©¤°
أعوذ بالله
السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم
الله
الرحمن الرحيم، والحمد
لله
رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين
الطيبين الطاهرين،
واللعن الدائم والعذاب الأليم على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
---------------
قال
الله
تعالى
في القرآن الكريم:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة:١٨٥)
صدق
الله
العلي العظيم.
شهر رمضان مأدبة
الله
تعالى
التي دعا إليها عباده لضيافتهم وكرامتهم، يستضيفهم الخالق لإكرامهم والإفاضة عليهم
من خيراته وبركاته، وله خصائص متعددة ذكر بعضها النبي
صلى الله عليه وآله
في خطبته التي خطبها في آخر جمعة من شهر شعبان المبارك، وهناك خصائص أخرى له جاءت
في روايات النبي
صلى الله عليه وآله
وأهل البيت
عليهم السلام:
الأولى: شهر القرآن الكريم.
هذا الشهر الفضيل شهر القرآن الكريم، رغم أنّ كل الشهور ينبغي أن يقرأ المؤمن
القرآن فيها، لكنّ ظرف القرآن ووقته يختص بالزيادة لتأثر المؤمن بالتلاوة له فيه،
واستيعاب بعض المعاني ومضاعفة الأعمال، فإذا قرأ المؤمن القرآن الكريم ورجع إلى
التفاسير فقه من معاني القرآن ما لا يصل فهمه إليه في غيره من الشهور، لكونه شهر
القرآن، فمن أراد أن يصل إلى فهم معاني القرآن الكريم عليه اغتنام هذا الشهر، قال
تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }(البقرة:١٨٥)،
إنّ الإكثار من التلاوة، ومراجعة تفاسير القرآن الكريم، والاستماع إلى دروس القرآن
المسجلة يتيح للمؤمن فهم معانيه، ويترتب على ذلك الأجر الكبير والثواب الجزيل، قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور››(
بحار الأنوار للمجلسي ج93 ص357)
البسملة وحدها تعدل ختمة كاملة للقرآن الكريم، نعم؛ دلت بعض الروايات على أنّ من
قرأ سورة التوحيد ثلاث مرات فكأنما ختم القرآن، قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹ومن قرأها ثلاث مرات فقد ختم القرآن كله››(بحار
الأنوار للمجلسي ج39 ص258)
لكنّ الأمر مختلف في شهر رمضان إذْ يتضاعف الثواب فيه ليصل إلى من قرأ آية واحدة
فله ثواب من ختم القرآن كاملاً في غيره من الشهور، إنّ هذا من الأمور الغيبية التي
لا تصل إليها أفهامنا ونسلم بها لكونها وردت عن النبي
صلى الله عليه وآله،
حيث ينعكس أثر الزمن فيتضاعف الأجر، فللزمن تأثير كما أنّ للمكان تأثير، فمن صلى في
المسجد الحرام ركعة فله ألف ألف ركعة أي مليون ركعة، إنّ فهمنا قد لا يصل إلى عمق
هذا المعنى، غير أننا نؤمن به لكونه ورد عن الصادق المصدوق، وهذه خصائص وآثار لا
يعلم بها إلاّ
الله
تعالى
أفصحت عنها روايات النبي
صلى الله عليه وآله
وأهل البيت
عليهم السلام.
الثانية: غفران الذنوب.
إنّ من خصائص هذا الشهر الفضيل غفران الذنوب، فمهما بلغت ذنوب الإنسان وخطاياه فإنه
إذا تاب إلى
الله
تعالى
بالإقلاع عنها والرجوع إلى
الله
تعالى
يغفرها جميعاً، نعم؛ هناك ذنوب لا يكفي فيها التوبة دون عمل ما تستوجبه، فمن سرق
أموالاً لا يغفر له إلاّ بإرجاعها إلى أصحابها، ومن اغتاب فعليه أن يستحل ممن
اغتابه إذا استطاع، فيذهب إليه قائلاً أبحني وسامحني، إلاّ إذا علم بترتب مفسدة على
ذلك لشكاسة في خلق من اغتابه، وكان التحلل يزيد الطين بلة، فيكفي الاستغفار له.
إنّ
الله
تعالى
هو أهل المغفرة، ورمضان زمانها وسمي رمضان برمضان لأنّه يرمض الذنوب أي يحرقها.
الثالثة: شهر الرحمة.
في كل ليلة من هذا الشهر يفتح
الله
تعالى
أبواباً من رحمته تختلف عن الأبواب الأخرى التي فتحت في الليلة السابقة، قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹إن أبواب السماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان، ولا تغلق إلى آخر ليلة منه››(مستدرك
الوسائل ج7 ص422).
إنّ سعة عالم الغيب كبيرة، والله
تعالى
واسع الرحمة، واسع الجود والكرم ومن أقبل على
الله
تعالى
أقبل
الله
تعالى
عليه، وقد ورد أنه لو يعلم العبد ما في رمضان، أي لو فتحت نافذة على عالم الغيب
واطلع العباد على خصائص هذا الشهر الفضيل وما فيه من رحمة لود الناس أنّ السنة كلها
رمضان.
وقد أوضحت الروايات هذا المعنى، قال الإمام الصادق
عليه السلام:
‹‹من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة››(وسائل
الشيعة (الإسلامية) ج7 ص221)
بل ورد أنّ جبريل
عليه السلام
نزل على النبي
صلى الله عليه وآله
ودعا أمامه
صلى الله عليه وآله
وطلب منه
صلى الله عليه وآله
أن يأمن على دعائه، وفي ذلك أسرار، فدعاء الملائكة مستجاب، لأنّهم لا يعصون
الله
تعالى
ما أمرهم، فيستجيب دعائهم، لكن جبريل
عليه السلام
طلب تأمين النبي
صلى الله عليه وآله
على دعائه، وتأمينه
صلى الله عليه وآله
استجابة للدعاء وهذه خصيصة أخرى، فالنبي
صلى الله عليه وآله
هو أكمل من الملائكة وأعظم خلق
الله
تعالى،
وإذا طلب الملك منه
صلى الله عليه وآله
أن يؤمن على الدعاء، فمعنى ذلك أنّ من طرد وأبعد عن رحمة
الله
تعالى
صعب عليه أن يرجع إليها، فيكون معنى تأمين النبي
صلى الله عليه وآله
أنّه من أُبعد فلن يستفيد من بركات هذا الشهر، ولن يقبل من
الله
تعالى.
قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹أيها الناس إن جبرئيل استقبلني فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فيه
فمات فأبعده
الله،
قل: آمين فقلت: آمين››(
بحار الأنوار للمجلسي ج93 ص342)،
وفي حديث آخر، ارتقى رسول
الله
صلى الله عليه وآله،
على المنبر درجة، فقال:
‹‹"آمين"، ثم ارتقى الثانية فقال: "آمين"، ثم ارتقى الثالثة فقال: "آمين" ثم استوى
فجلس، فقال أصحابه: على ما أمنت؟ فقال: "أتاني جبرئيل، فقال: رغم أنف امرئ ذكرت
عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة،
فقلت: آمين، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين››(مستدرك
الوسائل ج7 ص425–426).
إنّ هذه خصيصة عظيمة لشهر رمضان، وقد بيّن الإمام الصادق
عليه السلام
لأولاده في وصيته لهم اختلاف شهر رمضان عن غيره من الشهور، وأنه شهر العمل وبذل
الجهد وليس كما يتصور بعض الناس بأنّه شهر النوم والأكل لما لذ وطاب من الأطعمة بل
هو شهر مضاعفة الجهد لنيل الرضوان، قال
تعالى:
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}(آل
عمران:١٣٣).
وصية الإمام الصادق عليه السلام لأولاده:
‹‹فاجهدوا أنفسكم فإن فيه تقسم الأرزاق ، وتكتب الآجال وفيه يكتب وفد
الله
الذين يفدون إليه وفيه ليلة العمل فيها خير من ألف شهر››(وسائل
الشيعة ج10 ص305).
الرابعة: تقسيم الأرزاق وكتابة الآجال
خصائص هامة:
الأولى: أنّ
الله
تعالى
يقسم الأرزاق ويكتب الآجال، وينبغي أن يدعو الإنسان لنفسه بالصحة وطول العمر
والبركة، ويدعو للمؤمنين ليحصل على آثار الدعاء.
الخامسة: كتابة وفد
الله
تعالى.
وفيه يكتب وفد
الله
تعالى
الذين يفدون إليه حجاجاً، لذا وردت أدعية ترتبط بالحج لأنّ الإنسان إذا وفق وكان من
الحجاج نال خيرتين خيرة شهر رمضان وخيرة الحضور في عرفة.
السادسة: عيد المؤمنين وأيام فرحهم
من خصائص هذا الشهر أنّه فرح المؤمنين الذين يعرفون حرمته، فالذين يعرفون حرمة هذا
الشهر الفضيل لهم توق وشوق إليه، وحزن وألم على فراقه وانقضائه، لأنّه شهر الخيرات
والبركات، قال الإمام زين العابدين
عليه السلام:
‹‹الحمد
الله
الذي هدانا لحمده، وجعلنا من أهله، لنكون لإحسانه من الشاكرين، و ليجزينا على ذلك
جزاء المحسنين. والحمد
الله
الذي حبانا بدينه، واختصنا بملته، وسبلنا في سبل إحسانه لنسلكها بمنه إلى رضوانه،
حمداً يتقبله منا، ويرضى به عنا. والحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره، شهر
رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص وشهر القيام››(الصحيفة
السجادية ص209-210)،
إنّ كل واحدة من هذه الخصائص تحتاج إلى شرح غير أنّ تسليم الإمام
عليه السلام
على الشهر
‹‹السلام عليك يا شهر
الله
الأكبر، ويا عيد أوليائه››(
الصحيفة السجادية ص295-296)،
يوضح لنا المعاني الكبيرة، فالمؤمن إذا أقبل عليه شهر رمضان عاش الأنس والمحبة
والشوق إلى هذا الشهر العظيم لكونه عيد أوليائه، لذا قال
عليه السلام:
‹‹السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات، ويا خير شهر في الأيام والساعات. السلام
عليك من شهر قربت فيه الآمال، ونشرت فيه الأعمال. السلام عليك من قرين جل قدره
موجوداً››(نفس
المصدر السابق)
إنّه شهر جليل القدر عظيم المنزلة عند
الله
تعالى،
وليس بقرين عادي، وذلك لاقترانه ببركات لا يعلمها إلاّ
الله
تعالى،
وعظمته من تعظيم
الله
تعالى
له، فالعظيم ما عظمه
الله
تعالى،
والحقير ما حقره
الله
تعالى.
ثم قال
عليه السلام:
‹‹وأفجع فقده مفقوداً››(نفس
المصدر السابق)
فأيامه إذا انقضت ولياليه إذا تصرمت، فكأنّ المؤمن فقد ولداً باراً، فافتجع بذلك،
‹‹وأفجع فقده مفقوداً››.
ثم قال
عليه السلام:
‹‹السلام عليك ما كان أطولك على المجرمين، وأهيبك في صدور المؤمنين››(الصحيفة
السجادية ص296).
هذه خصائص لشهر رمضان وردت بأحاديث متواترة، تحتاج إلى عالم يكشف النقاب عن
أسرارها، وقد رويت من العامة والخاصة.
السابعة: انحصار قدرة الشيطان
غل الشياطين، فالشياطين لا تستطيع التأثير على الصائمين المؤمنين، وفهم ذلك يحتاج
إلى تأمل طويل، قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹إذا استهل رمضان ، غلقت أبواب النار ، وفتحت أبواب الجنة وصفدت الشياطين››(مستدرك
الوسائل ج7 ص426).
فليس للشيطان سلطان على أولياء
الله
تعالى،
ذلك أنّ الشيطان تنحصر قدرته في قوته الإعلامية، فهو إعلامي محترف يمارس الدور الذي
تمارسه بعض الدول لقلب الحقائق، فهي تمتلك آلة إعلامية ضخمة لها قدرة على قلب
الحقائق بشكل كبير، قال
تعالى:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ
الله
وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ
عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}(إبراهيم:٢٢)
أي لا سلطان له إلاّ على تزيين الأشياء وتجميلها، والناس يصدقونه ماشين خلفه، كما
يتأثرون بالإعلام في العصر الحديث، أما في شهر رمضان فلا يستطيع الشيطان أن يزين
الأشياء لكون المؤمن له ارتباط وثيق بالله
تعالى،
فقلبه في حرز من الشيطان، لا يتمكن من قلبه، وذلك معنى كون الشيطان مصفداً أي لا
يؤثر على قلب الصائم المؤمن.
ثم قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹وقد وكل
الله
بكل شيطان مريد سبعة من ملائكته، فليس بمحلول حتى ينقضي شهركم هذا››(وسائل
الشيعة ج10 ص304)
تعبير دقيق قد لا نفهم معناه إلاّ بإمعان النظر وملاحظة تأثر بعض الناس بالإغراء
المادي أو بالإغراء الجنسي أو بالأمراض المعنوية كالحسد، فكل شخص لديه نقاط ضعف،
ولعل الرواية تشير إلى نقاط الضعف الكثيرة، فالسبعة من أعداد الكثرة، أي أنّ
الشياطين تصفد بحيث لا تستطيع النفوذ من خلال نقاط الضعف رغم كثرتها لوجود اللطف
الإلهي الخاص لهذا الشهر الفضيل، وهي خصيصة عظيمة.
وفي حديث آخر، قال
الله
تعالى
لجبريل
عليه السلام:
‹‹انزل على الأرض فغل مردة الشياطين عن أمة محمد صلى
الله
عليه وآله لا يفسدوا عليهم صيامهم وإيمانهم››(
بحار الأنوار ج93 ص350).
بركات شهر الصيام
وهناك خصائص أخرى لهذا الشهر الفضيل فُرقت في الأحاديث، فلم تذكر في حديث واحد
وإنما جاء بعضها في خطبة النبي
صلى الله عليه وآله،
قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹أيها الناس انه قد أقبل إليكم شهر
الله
بالبركة والرحمة والمغفرة››(
وسائل الشيعة (آل البيت) ج10 ص313).
أي أنه بالإضافة إلى غفران الذنوب فيه بركة ورحمة، البركة هي الاستفادة الكبيرة من
الشيء بأقصى ما يمكن، ذلك أنّ بعض الناس يرزق المال والولد والجاه، غير أنه لا
يستفيد من ذلك، وبعضهم الآخر رغم قلة أمواله لكنه يبارك له فيها ويبارك له في عمره،
فيستفيد من القليل كثيراً ويترتب على أمواله وعمله وعمره آثار لا حدود لها.
إنّ شهر رمضان بركة تترتب عليه آثار لا حدود لها بشرط أن يعرف المرء كيفية
الاستفادة من هذا الشهر الكريم.
قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹شهر هو عند
الله
أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي››(نفس
المصدر السابق)
فكل ليلة هي أفضل من سائر الليالي، وساعاته هي أفضل من سائر الساعات في غيره، وفي
كل ساعة وفي كل يوم وليلة يتصف الزمان بهذه الصفات والخصائص.
وكي يتضح ذلك لابد من الالتفات إلى سعة الكرم والجود وعظم المغفرة لله
تعالى،
ومقارنة ذلك مع فعل بعض العباد، فإذا دعاك شخص له أموال كثيرة يريد أن يكرمك يضع
مائدة ضخمة، وعند خروجك من منزله لا يكتفي بما قدم لك، بل يحملك بالهدايا لواسع
فضله وكرم نفسه، إنّ هذا حال الكريم في الدنيا المخلوق الضعيف لله
تعالى،
فما بالك بمن الكرم ذاته، جاء في بعض الأدعية
‹‹يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة››
فهو
تعالى
يعطي من لم يسأله، فكيف بمن سأله؟ وكيف بمن دعاه، إنه واسع الكرم المعطي لاستضافته،
فيعطي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على خيال بشر، ومن استجاب لدعاء
الله
تعالى
له أعطاه بلا حدود، قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة
الله
وجعلتم فيه من أهل كرامة
الله››(نفس
المصدر السابق)
ويترتب على ذلك آثار:
الأولى: أنفاسكم فيه تسبيح.
إنّ من استجاب لدعوة
الله
تعالى،
فإنّ نفسه تسبيح، فهو ناجٍ لأنّ أثر التسبيح النجاة، قال
تعالى:
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}(الأنبياء:٨٧).
الثانية: النوم عبادة.
ومن نام ليستعيد قواه كمن جلس يذكر
الله
تعالى.
الثالثة: قبول العمل.
إنّ العمل قد تختل شرائط قبوله فتكتمل ببركات هذا الشهر،
‹‹وعملكم فيه مقبول››(نفس
المصدر السابق).
الرابعة: استجابة الدعاء.
إنّ الدعاء مستجاب، وعلينا أن نكثر منه ومن الاستغفار والصلاة على محمد وآله لتثقل
الموازين، قال
صلى الله عليه وآله:
‹‹ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل
الله
ميزانه يوم تخفف الموازين››(نفس
المصدر السابق).
-------------
نسأل
الله
تعالى
أن يوفقنا للخير وأن يأخذ بأيدينا إلى السداد، وصلى
الله
وسلم وزاد وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين.
سماحة العلامة الشيخ:
حسين العايش حفظه
الله
الإلقاء :
29/8/1433هـ
النشر :
14/9/1433هـ
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
![]() |
![]() |