|
|
||||
|
![]() |
![]() |
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عرض :منجزات دولة الإمام المهدي عليه السلام ق2
°¤©><©¤°
منجزات دولة الإمام المهدي عليه السلام ق2
°¤©><©¤° القسم الثاني: العدل والأمن في دولة الإمام المهدي عليه السلام. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم والعذاب الأليم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين. --------------- أساس الحكم في دولة الإمام المهدي عليه السلام قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }(القصص:5) صدق الله العلي العظيم. استعرضنا بعض التقدم العلمي الذي يتحقق في عصر الإمام المهدي عليه السلام كما تحدثت عن ذلك الروايات، وألمحنا باختصار إلى الرفاه والرخاء الاقتصادي الذي يتحقق على يديه عليه السلام، إن الروايات تؤكد على أمر غاية في الأهمية، هو العدل في دولته عليه السلام، أي أن جميع ما يحصل من تقدم في العلوم والاقتصاد وأمن للمواطنين وإنجازات على صعد أخرى كل ذلك قاعدته العدل، فدولته عليه السلام أرسيت قواعدها على العدل، ولا ظلم في دولته، بل أن جميع المرافق الحياتية تسير على وفق موازين العدل، إن بعض آي القرآن الكريم تفصح عن أن الهدف والغاية من إرسال الرسل وبعث الأنبياء هو إرساء قواعد العدل { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }(الحديد:٢٥). التمييز وأثره في المسيرة البشرية الهدف من دولة الإمام المهدي عليه السلام تجسيد مبادئ العدل الإلهي في الكرة الأرضية، وليس في قطر واحد، ولأهل عرق خاص أو ديانة خاصة. أولاً: التمييز العرقي. هناك اختلافات عرقية بين الناس منذ فجر البشرية إلى يوم الناس هذا، وقد دارت حروب طاحنة بسبب الاختلاف العرقي، وادعاء بعض الناس بأنه أفضل من الآخرين، فهناك من يرى أن تميزه في العرق أو اللون كبياض البشرة أو الانتماء لمحيط جغرافي محدد يفضله على الآخرين، وهذه امتيازات مصطنعة ليس لها أساس تُبنى عليه، ولعل التمييز على أساس العرق أقواها وهو الذي لا يزال موجوداً إلى يوم الناس هذا، فهو وإنْ ألغي قانوناً لكنه يمارس كواقع بغيض ومقيت ضد بعض الفئات الذين يطلق عليهم بالملونين، وهو موجود في أوروبا والولايات المتحدة إلى يوم الناس هذا، ويطالب الناس بحقوقهم وإلغائه. ثانياً: الطائفية. إن بعض الدول تمارس تمييزاً على أساس الانتماء المذهبي، وتتعامل مع من يختلف معها مذهبياً بالظلم، وتفرق بين مواطنيها على أساس ذلك، فمن لا ينتمي إلى المذهب الرسمي للدولة يمارس تجاهه ظلماً بلا حدود. ثالثاً: الأقلية والأكثرية. هناك دول فيها أقليات من غير المسلمين، تحكمها الأكثرية من المسلمين وهناك العكس أقلية من المسلمين وأكثرية من غيرهم، وتمارس الأكثرية ظلماً في حق الأقلية، وهذا تمييز ديني موجود في جل دول العالم. دولة الإمام المهدي عليه السلام نموذج نبذ التمييز أما دولة الإمام المهدي عليه السلام فلا تمييز حتى لغير المنتمين إلى الدين الإسلامي، فقد أكدت الروايات على أنهم ينالون حقوقهم غير منقوصة، بسبب العدل الذي يمارسه الإمام عليه السلام مع ولاته. أولاً: المساواة في المواطنة. قال الإمام الحسين عليه السلام: ‹‹من أحبنا لا يحبنا إلا لله، جئنا نحن وهو كهاتين››(بحار الأنوار ج27 ص90) . أي يأتي يوم القيامة من يحبنا أهل البيت عليهم السلام في مرتبتنا، ويكون معنا في الآخرة، ثم قال عليه السلام: ‹‹ومن أحبنا لا يحبنا إلا للدنيا، فإنه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر››(نفس المصدر السابق) أي أنّ هناك من يحب أهل البيت عليهم السلام للدنيا، لكونه يرى رفاهاً اقتصادياً يعم الناس جميعاً ولا يختص بالطيبين منهم، بل يعم غير الأتقياء لأن الدولة قائمة على العدل، وبه تختلف عن دول العالم كلياً، إذِ الدول الأخرى فيها تمييز واضح، وظلم وهضم لحقوق كثير من الناس خصوصاً الذين لا يشاركون في القرار، فيتعدى على حقوقهم، أما في دولة الإمام عليه السلام فحتى غير الأتقياء الذين لا يسيرون في الخط الإلهي ينالون حقوقهم كاملة لإرسائه عليه السلام قواعد العدل لتلك الدولة المباركة. ثانياً: رد المظالم. أكدت الروايات بأنه عليه السلام يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنّه عليه السلام لا يأخذ الحقوق الواضحة والكبيرة من الظالمين فحسب، بل حتى البسيطة المخفية يرجعها إلى أصحابها لأن السماء تؤيده، والملائكة أعضاد وأشهاد في دولته عليه السلام، فيرجع الحقوق إلى أصحابها، قال عليه السلام: ‹‹يبلغ من رد المهدي المظالم -الظلامات التي أخذت، (أنّ) الحقوق ترجع لأصحابها- حتى لو كانت تحت ضرس إنسان، انتزعه حتى يرده››(الملاحم والفتن لابن طاووس ص143) وهذا تعبير كنائي، ففي العصر الحديث يتمكن بعض الناس من إخفاء بعض الأمور في جسمه بعمليات جراحية غير أنّ ذلك لن يخفَ عن الإمام عليه السلام، لأنّ عدله يعم الجميع، والأقليات من غير المسلمين سترضى عن حكمه لما يرونه من عدله عليه السلام، لذا جاء في الروايات يحبه سكان الأرض والسماء أي أنّ سكان الكرة الأرضية يرضون عنهم إذْ لا يوجد حكم على سطحها أفضل من حكمه عليه السلام. خصائص للإمام عليه السلام إنّ من الأمور الهامة الذي تختلف دولة الإمام عليه السلام عن غيرها من دول العالم أنّ المسؤولين المقربين لأصحاب السلطة لهم امتيازات فلا يسألون عن ظلمهم، وتغض السلطات الطرف عن الأقربين إليها متجاوزة عن ظلمهم في حق من يختلف معهم سياسياً أو عقدياً فتنتهك الحقوق، كما يلاحظ ذلك منذ فجر التأريخ إلى يوم الناس هذا، غير أنّ دولة الإمام عليه السلام تختلف جوهرياً عن غيرها من الدول، فهو كجده أمير المؤمنين عليه السلام في عدله، وله عليه السلام خصائص ذكرت في الروايات: الأولى: الجود بالمال. الإنفاق الكبير للأموال، عكس ما هو موجود في دول العالم، فلديهم تخزين للمال، مع أنّ الناس يعيشون الفقر والفاقة، قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: ‹‹مهدي أمتي من أهل بيتي جواد بالمال رحيم بالمساكين››(مناقب الإمام أمير المؤمنين ع للكوفي ج2 ص160)، فهو عليه السلام جواد كريم ورحمة للمساكين. الثانية: محاسبة رجالات السلطة. إنه عليه السلام شديد على العمال، أي على المسؤولين من الوزراء الذين يمارسون السلطة التنفيذية، ويتلقون الأوامر منه عليه السلام، فإذا رأى أحدهم حاسبه بالدقة، مقتدٍ بجده الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فعندما ولى عثمان بن حنيف على البصرة وهو من أجلاء الصحابة، فدعاه بعض الأثرياء ليستميله، أرسل الإمام عليه السلام له رسالة تهديد، قائلاً له: ‹‹وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو››( نهج البلاغة ج 3 ص70) أي كيف يدعوك شخص لاستمالتك فتجيبه مع أنه يريد أن يخدعك ولو كان يريد الخير لدعى الصالحين والفقراء والمساكين، فالإمام عليه السلام يمارس الشدة في تطبيق المسؤولية على التنفيذيين من الوزراء والأمراء والمحافظين للمناطق بينما الأمر بالعكس تماماً في عصرنا، فالشخصية الكبيرة المسؤولة تحابى، ويبرر لها الظلم، ولا يُنظر إلى المظلوم، إنّ هذه سمة يختلف بها حكم الإمام عليه السلام في دولته عن غيرها من الدول، فالرقابة شديدة على المسؤول والحساب على الجميع سواسية كأسنان المشط، ومقام المسؤولية لا يعطي حصانة للمسؤول عن المحاسبة والمراقبة، والإمام المهدي عليه السلام رغم شدته على العمال إلاّ أنه جواد بالمال ورحمة للمساكين فكأنه عليه السلام يلعقهم الزبدة من رحمته، وذلك تعبير كنائي جميل يفصح عن أنّه عليه السلام في تعامله معهم في نهاية الأريحية فكأنهم يلعقون زبدة في تعاملهم معه عليه السلام، وتلك غاية الرحمة في تعامله مع المستضعفين الذين ليس لهم مطالب بحقوقهم، لكنه عليه السلام يقيم موازين العدل، وفي ذلك عبرة للدول الأخرى التي تدعي السير على وفق موازين العدل، لكنها إذا ظلم المسؤول، أو مورس التمييز بين الناس لم ترجع الحقوق إلى أصحابها، إنّ في دولته عليه السلام لا يقال إنّ الفئة الكذائية هي شعب الله المختار، لأنّ ذلك ليس من العدل، فحتى من لا ينتمي إلى الديانات السماوية يعطى حقه، أما ما تطبقه بعض الدول بحجة انتمائها إلى الله تعالى كاليهود القائلين: ليس علينا في الأميين من سبيل فخزعبلات، وهكذا ما يحكم به المسؤول الإسلامي إذا مارس الظلم، فإنّ ذلك ليس من الإسلام، لأنّ حقيقته العدل، وإذا انتفى، فليس هناك إسلام، لأنّ الغاية من بعث الرسل والأنبياء قيام الناس بالقسط. الثالثة: ارتياح الناس منه عليه السلام. إنّ البشرية بانتماءاتها المختلفة تحبه لما يرونه من عدله وإنفاقه للمال وجوده وكرمه فيحبونه وتصبح شعبيته عظيمة، قال الإمام الصادق عليه السلام: ‹‹المهدي محبوب في الخلائق، يطفئ الله به الفتنة الصماء››(عصر الظهور للكوراني ص326) أي الصلدة القوية تنطفئ بعدله، وتأوي الناس إليه لارتياحهم منه عليه السلام. الرابعة: لا يهرق الدم. إنّ بعض المسؤولين عندما تزوره ينتابك الخوف منه ولا ترتاح إليه، لكن الإمام عليه السلام ‹‹تأوي إليه أمته›› أي الجماهير ‹‹كما تأوي النحلة إلى يعسوبها››(الملاحم والفتن لابن طاووس ص147) يعسوب النحل هو الملكة والناس ستأوي إلى المهدي عليه السلام كما يؤوي النحل إلى الملكة، (اليعسوب) ‹‹يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول، لا يوقظ نائماً ولا يهرق دماً››(نفس المصدر السابق) التعبيرات بلاغية توضح أنّ عدله عليه السلام يبلغ مداه، فلا يوقظ نائماً ولا يهرق دماً عكس ما نراه في العصر الذي نعيشه، فإهراق الدم من أبسط الأمور، أما الإمام عليه السلام فلا يهرق الدم، بل يصون الحقوق كما أكد جده صلى الله عليه وآله، فقد بيّن بأنّ حرمة الدم بإهراق محجمة من قطرة دم كبير عند الله تعالى، لا يجوز لأحد، قال صلى الله عليه وآله: ‹‹فإن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه››(بحار الأنوار ج21 ص381)، لا يجوز لأحد أن يعتدي، وما نراه في العالم الإسلامي من كون المسلم ليس له حرمة فيسفك دمه للمصلحة، بينما لا يهرق الإمام عليه السلام دماً إلاّ إذا اعتدى أحد على أحد فقتله، فإنه عليه السلام يقتص منه، والتعبير الآنف كنائي يفصح بأنّ الناس كأنهم في حالة استرخاء وكأنّ أحدهم نائم فلا يوقظ من نومه، وهو تعبير بلاغي رائع وجميل. الجانب الأمني في دولة الإمام المهدي عليه السلام الأمن يرتبط بالعدل، والناس يأمنون في زمانه عليه السلام، وتلك خصيصة لحكمه عليه السلام، فالأمن له أهمية كبيرة، لذا يمارس الظلم من أجل الأمن، وكثير من الدول تظلم الناس وتتعدى على بعض الفئات من أجل تحقيق الأمن، أما في المنهج الإلهي فالأولوية للعدل، وعلى أساسه يترتب الأمن، والعدل هو القاعدة الصلبة التي ينبثق عنها الأمن، وإنْ قدمت الدول الأخرى الأمن عليه، فلا يهمهم العدل بقدر ما يهمهم الأمن. الأموات يتمنون الرجوع في دولته ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله بأنّ: ‹‹بلاء يصيب هذه الأمة، حتى لا يجد الرجل ملجأً يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلاً من أهل عترتي فيملأ الأرض قسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض›› ساكن السماء الملائكة، وساكن الأرض أهلها، قال صلى الله عليه وآله: ‹‹لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته، حتى يتمنى الأحياء الأموات››(بحار الأنوار ج51 ص104) أي أنّ من يعيش زمانه يتمنى الموتى أن يرجعوا ليرون العدل والرفاه، قال أبو سعيد الخدري أنّ النبي صلى الله عليه وآله، قال: ‹‹تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من النبات إلا أخرجته، والمال كدوس -أي يكدس- يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني، فيقول خذ››(الملاحم والفتن لابن طاووس ص149) فيعم العدل والأمن، وذلك شيء قد لا نتخيله. الأمن الشامل غير أنّ الأعظم منه أنّ الأمن ليس من الإنسان فقط، بل من الحيوان، فيأمن الإنسان الحيوانات الضارية والسباع، وهذا شيء لا نفقه أسراره، فالسباع الضارية تعيش كحيوانات أليفة كما تحدثت طائفة من الروايات عن ذلك. ------------- وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش حفظه الله
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
![]() |
![]() |