|
|
||||
|
![]() |
![]() |
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عرض :معرفة الله تعالى ق5
آفاق الكلمة >> عقائد °¤©><©¤°
معرفة الله تعالى ق5
°¤©><©¤° القسم الخامس: دور الدليل النقلي في إثبات المعرفة. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم والعذاب الأليم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين. --------------- قال الله تعالى في القرآن الكريم: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(الشورى:١١) وقال تعالى: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ*الله الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(الإخلاص:1-4) صدق الله العلي العظيم. علاقة المعرفة بالبراهين العقلية استعرضنا بعض الأدلة العامة التي تلزم الإنسان بمعرفة الله تعالى، وبينا في أول البحث أنّ معرفة الحق تعالى بادئ ذي بدء لابد أن تستند إلى الدليل العقلي، ولا يسوغ الاعتماد على الدليل النقلي في معرفة الله تعالى أو في إثبات وجوده بداية، أي أنّ القاعدة الأساسية للمعرفة لابد أن تتشكل من خلال براهين عقلية محكمة، وقد أوردنا بعض الأدلة الدالة على وجوده تعالى، وهي في غاية الإتقان والإحكام، تلزم الإنسان بمعرفة الله تعالى واليقين بوجوده. معرفة صفات الذات وبعد أن يتعرف الإنسان على الحق تعالى، لابد له أن يتعرف على صفاته إذ لا يكفي أن يتعرف عليه تعالى دون أن يعرف صفاته التي يتصف بها، وهذه مرحلة متممة للمرحلة الأولى، ففي الأولى نثبت وجود إله للكون أبدعه وأتقنه، وفي الثانية نتعرف على صفاته تعالى. الحاجة للدليل النقلي لإثبات صفات الله تعالى وفي بحث هذه المرحلة نحتاج إلى الدليل النقلي، بمعنى أنّ العقل وحده لا يكفي للوصول إلى حقائق صفات الحق تعالى، ولابد من ضم الأدلة النقلية مع العقل، أي أن الإنسان يحتاج إلى هدايتين: هداية العقل وهداية الوحي، وقد جاءت الآيات القرآنية والروايات توضح لنا ذلك، بأنّ الحق تعالى يتصف بكذا ولا يتصف بكذا، أي أن هناك صفات ثابتة للذات وأخرى لا تتصف بها الذات، إنّ إثبات صفة للحق تعالى وتجريده عن أخرى لا يتم بالاستناد إلى قدرات العقل لكونه محدوداً، بل يحتاج العقل إلى إعانة الوحي، وهذا فرض لازم لا يستغني العقل بقدرته في الوصول إلى المعرفة الحقة لصفات الله تعالى، لذا نجد تخبطا كبيرا لأصحاب الأديان السماوية والفرق الإسلامية المختلفة، لأنّ بعضها اعتمدت على العقل وحده، وبعضها اعتمدت على النقل مع ما فيه من الغث والسمين، فلم تستطع أن تصل إلى المعرفة السليمة التي هي على وفق موازين منسجمة مع ما جاء في آي القرآن الكريم. ارتباط العقل بالنقل وقبل أن نوضح المطلب نشير إلى أن النقل دلل على ضرورة ارتباط العقل بالنقل في هذه المرتبة الثانية، أي أن آي القرآن الكريم والروايات الواردة عن النبي ص والأئمة من أهل البيت عليهم السلام أوضحت هذا الأمر، مبينة أنه لا يستطيع أحد أن يتعرف على صفات الحق تعالى كما ينبغي إلاّ بالاستناد إلى ماء جاء به الوحي من آيات القرآن والأحاديث. الصفات الإلهية لقد قسم العلماء الصفات بتقسيمات متعددة: منها انقسام الصفات التي يتصف بها الحق إلى صفات جمال وصفات جلال. الصفات الجمالية و الجلالية ويقصد بالصفات الجمالية الصفات التي من الضروري أن تتصف ذات الحق تعالى بها، أما الصفات الجلالية فهي التي تتجرد الذات المقدسة عنها ضرورة. فالعلم والقدرة والحياة صفات جمال، أي أنّ الله تعالى لابد أن يكون عالماً قادراً حياً، ولا يكفي أن يكون موجوداً دون أن يتصف بالعلم والقدرة والحياة، أما صفات الجلال فهي التي يتنزه عنها ولا يمكن أن يتصف بها، كالتركب في الذات المقدسة، فلا يمكن تكون ذاته مركبة من أجزاء، إذ أن ذلك يستدعي احتياج بعضها إلى بعضها الآخر، فكل مركب تحتاج أجزاؤه إلى بعضها الآخر. لا تركب في صفاته ولا يمكن أن تكون الذات المقدسة تتصف بالعلم والقدرة والحياة وجميع صفات الكمال وهي مركبة. التركيب ينافي الكمال لأنّ التركيب ينافي كمال الذات المتصفة بالغنى المطلق وعدم الاحتياج إلى الغير، فغيره تعالى يحتاج إليه، أما هو فغني مطلق، تتنزه ذاته عن الاتصاف بالتركب و تتصف بالغنى المطلق والبساطة المطلقة، وصفات الجمال كلها ترجع إلى ذاته، وليس هناك تركب فيها، فعلمه لا يغاير الحياة، وحياته لا تغاير القدرة، وقدرته هي ذاته، وذاته وحياته وعلمه شيء واحد، أي أن جميع صفاته ترجع إلى ذاته تعالى. الأحدية وبساطة الذات وقد أكد القرآن الكريم على نفي الصفات السلبية ورجوع الصفات الجمالية إلى الذات، قال تعالى: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}(الإخلاص:1) والآية تثبت الوحدانية وتنفي التركب. الغني المطلق أما قوله تعالى: {الله الصَّمَدُ}(الإخلاص:2) فيراد بالصمد الغني المطلق الذي يحتاج غيره إليه ولا يحتاج إلى غيره: أولاً: الكل محتاج إليه. لذا فسر الصمد بالمصمود إليه، أي الذي يستند إليه غيره، فهو كالقيوم الذي تقوم الأشياء به، بمعنى أنه لا موجود عدا الله تعالى يستغني بذاته، فكل موجود غناه جاءٍ له من الحق تعالى، وإذا سلبه الحق ما أعطاه عاد إلى العدم، فلا شيء غير الله تعالى مستغنٍ بذاته، و جميع ما لدى الرسل والأنبياء والأولياء من قدرات كإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله تعالى، لا يتصرف أحد منهم استقلالا عن الحق، حتى أكمل الخلق المصطفى صلى الله عليه وآله ما لديه من قدرات إنما هو من عند الله تعالى. ثانياً: كل ما سواه فقير. قال تعالى: {الله الصَّمَدُ}(الإخلاص:2) أي لا تركب في ذاته، بل هي بسيطة متصفة بالأحدية، ولا أجزاء لها كي يحتاج بعض أجزائها إلى بعضها الآخر، لأنّ المتجزئ المركب ممكن مخلوق والله تعالى غني يفتقر غيره إليه، بل أن الفقر هو حقيقة وجود غيره، لأنه ممكن، والممكن عين الفقر والحاجة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}(فاطر:١٥) إن الله تعالى يتصف بالغنى المطلق، فيحمد لأنه أعطى غيره، فهو محمود لغناه، وهو محمود لإنعامه وإعطائه وفضله. ثالثاً: عدم وجود الكفء. قال تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(الإخلاص:٤) إنّ الآية الكريمة تفصح أن غيره لا يكافئه، لأنه مخلوق أوجده الله تعالى فلا يضاده ولا يناده، فلا أحد من المخلوقات كفؤاً لله تعالى، لأنّ المكافئ نظير وند، لديه قدرات متساوية ومتعادلة مع من يكافئه، والحق تعالى ليس كذلك، لكونه غنى مطلق والموجودات الأخرى في وجودها وفي استمرار وجودها تحتاج إلى الإنعام والإفاضة والإعطاء والمنحة والمنة، قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ الله}(النحل:٥٣). التركيب عين الاحتياج وهذا معنى دقيق في غاية الدقة فلا يكفي للمسلم أن يعترف بأنّ الله موجود ويراه مركبا، لأن ذلك ينافي التوحيد الخالص، لذا نرد على النصارى لقولهم إنّه ثالث ثلاثة أب وابن وروح قدس، والثلاثة واحد، إذ كيف تكون الثلاثة واحدة، مع أن ذلك يجعل المركب يحتاج بعضه إلى بعضه فيتنافى مع التوحيد الخالص الذي طرحه القرآن الكريم في {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(الإخلاص:٤) وفي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(الشورى:١١)، فالله تعالى شيء موجود، وجوده عين ذاته، وذاته مغايرة للأشياء الأخرى، ليس كمثله شيء، وليس له كفؤ ولا نظير. لا تغاير بين صفات الذات وقد أوضحت الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام هذه الحقيقة بجلاء. قال إمامنا الصادق عليه السلام: ‹‹لم يزل الله جل وعز ربنا والعلم ذاته ولا معلوم››(ميزان الحكمة) أي أنه قبل القبل بلا قبل فلم يزل، أي أنه تعالى قبل الزمان لأنه أوجده، وقبل الخلق لأنه أوجدهم، فهو موجود عالم، والعلم ذاته، وليس مغايرا للذات المقدسة كي تكون ذاتاً وعلماً، فعلمه تعالى ‹‹ذاته ولا معلوم›› وسمعه ذاته إذ لا مسموع وبصره ذاته إذ لا مبصر، وقدرته ذاته إذ لا مقدور، ولا شيء من المخلوقات في مرتبة الذات كي تقع القدرة على المقدور، لأنّ الصفات عين الذات، وهي قبل الخلق. عمق معرفة الله تعالى في روايات أهل البيت عليهم السلام وقد أوضح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هذه المعرفة في كلمات متعددة وخطب كثيرة في نهج البلاغة، ومن أراد أن ينهل المنهل العذب ويعي المعنى الدقيق للتوحيد فلا طريق له إلاّ بالأخذ بحكم العقل المستضيء بنور الوحي من آيات القرآن و روايات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل البيت عليهم السلام، ولا يستطيع أحد أن يصل إلى عمق هذه المعرفة دون أن يأخذ بماء جاء عن أهل البيت عليهم السلام، قال أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : ‹‹وَكَمالُ الاِخْلاصِ لَهُ نَفْىُ الصِّفاتِ عَنْهُ، لِشَهادَهِ كُلِّ صِفَهٍ اَنَّها غَيْرُ الْمَوْصوفِ، وَشَهادَهِ كُلِ مَوْصوفٍ اَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَهِ››(نهج البلاغة) أي أن من أراد أن يكون من المخلصين - الإخلاص هو الوصول إلى الدرجة العالية في الارتباط بالله تعالى، يترتب عليه إخلاص الأعمال لله وحده - قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}(الكهف:١١٠) أي لن يتحقق الإخلاص لأحد إلا أن يصل إلى العمق المعرفي للتوحيد، ولا يكفي أن يثبت وجود الله تعالى دون توحيده، إن معرفة التوحيد والإخلاص لا يتحققان إلاّ بالأخذ بالومضات النورانية والإيضاحات المستقاة من معدن الوحي وينابيع الرسالة، من المصطفى صلى الله عليه وآله و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، فـ‹‹كَمالُ الاِخْلاصِ لَهُ نَفْىُ الصِّفاتِ عَنْهُ، لِشَهادَهِ كُلِّ صِفَهٍ اَنَّها غَيْرُ الْمَوْصوفِ، وَشَهادَهِ كُلِ مَوْصوفٍ أنَّهُ غَيْرُ الصِّفَهِ›› أي أن التعدد معناه التركب، أما إذا رجعت الصفات إلى الذات، فليس ثمت تركب بل حقيقة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(الشورى:١١)، إن صفاته ليست كغيره، لأنها عين ذاته، وهو معنى الأحدية، قال تعالى: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}(الإخلاص:١)، إنّ العالم هو ما عدا الله أوجده تعالى إبداعاً, وليس ولادة كما يلد الإنسان والحيوان، ولهذا المعنى ارتباط بالتوحيد الخالص،أكدت عليه الآيات والروايات، والمؤمن الموحد عليه أن يصل إلى عمق معرفي بأنّ الذات المقدسة واحدة لا تركب فيها ولا احتياج، تتصف بالغنى المطلق، وأن جميع صفات الكمال ترجع إلى الذات المقدسة، فلا تعدد في ذاته، بل هي عين صفاته الكمالية والجمالية، فصفاته عين ذاته، وذاته عين صفاته، ليس له شبيه ولا كفؤ. ------------- نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المخلصين في توحيده الواصلين إلى حقانية معرفته، وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش حفظه الله
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
![]() |
![]() |