|
|
||||
|
![]() |
![]() |
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عرض :الظلم وآثاره الدنيوية والأخروية ق2
°¤©><©¤°
الظلم وآثاره الدنيوية والأخروية ق2
°¤©><©¤° القسم الثاني: الظلم يمحق العمل الصالح. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. --------------- قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا}(يونس:١٣) صدق الله العلي العظيم. آثار الظلم. استعرضنا أهم العوامل لزوال الحضارات وتدمير الأمم والملوك وهو الظلم كما تحدث عن ذلك الذكر الكريم والروايات، وبيَّنا بعض الآثار المترتبة عليه في عالمي الدنيا والآخرة، وتتميماً للبحث نبين بعض الآثار الأُخر. الأول: محق العمل الصالح في الآخرة. إنّ بعض الظالمين تصدر منه خيرات وحسنات إذْ لا يوجد ظالم إلاّ وله بعض أعمال الخير، وهناك مسألة ذكرها العلماء هي أنّ عالم الدنيا لا يوجد فيه شر مطلق وخير مطلق، فالخير مصحوب بشر والشر مصحوب بخير، والظالم له حسنات وأعمال طيبة، وقد يغتر بعض الناس بهذه الأعمال الطيبة التي تصدر من الظالمين غير أنها لا تساوي شيئاً في ميزان العدل الإلهي، نعم في الدنيا تعود عليه بعض الآثار من عند الله تعالى لأعمال الخير التي صدرت منه، أما في عالم الآخرة فينقطع عمله، قال تعالى: { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ }(المائدة:27) فالمتقون هم الذين يحصلون على الخيرات بأعمالهم الطيبة في الآخرة. مراحل محق العمل في الآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ‹‹إنه ليأتي العبد يوم القيامة وقد سرَّته حسناته، فيجئ الرجل فيقول: يا رب ظلمني هذا، فيؤخذ من حسناته فيجعل في حسنات الذي سأله، فما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة، فإذا جاء من يسأله نظر إلى سيئاته فجعلت مع سيئات الرجل، فلا يزال يُستوفى منه حتى يدخل النار››(ميزان الحكمة ج2 ص1771)، والحديث يُبين محق عمل الظالم في الآخرة، ويتحقق ذلك في مرحلتين: الأولى: ذهاب حسنات الظالم. قوله صلى الله عليه وآله: ‹‹وقد سرَّته حسناته›› أي أنّ الظالم عنده جبال من حسنات؛ بنى المساجد وكفل الأيتام وساعد الفقراء والمعوزين، ثم يجيء المظلوم قائلاً يا ربي ظلمني هذا، فيؤخذ من حسنات الظالم ويوضع في ميزان المظلوم، وما يزال ذلك حتى تنتهي حسنات الظالم، ويبقى صفر اليدين. الثانية: وضع سيئات المظلوم في ميزان الظالم. قال صلى الله عليه وآله: ‹‹فإذا جاء من يسأله نظر إلى سيئاته فجعلت مع سيئات الرجل، فلا يزال يستوفى منه حتى يدخل النار››، أي إذا جاء آخر يقول: يا رب ظلمني هذا، يُنظَر في سيئات المظلوم فتُوضع على سيئات الظالم ولا يزال يُستوفى منه أي توضع جميع السيئات في ميزانه حتى يدخل النار لخلوه من الحسنات وامتلاء ميزانه بالسيئات، إذن من الآثار الوضعية للظلم وضع سيئات المظلوم في ميزان الظالم، والمظلوم لا يربح الحسنات فقط، بل تزول سيئاته لتوضع في ميزان الظالم، فيَخُفُّ ميزانه ليدخل النار، لذا ما يقوم به بعض الأثرياء الظالمين من بناء مساجد وعمل خيرات، سيذهب إلى المظلومين. الثاني : سرعة تعجيل العقوبة. إنّ من آثار الظلم الوضعية سرعة تعجيل النقمة، وتختلف السرعة عند الله تعالى منها عندنا، فموسى سأل الله تعالى أن يطمس على أموال فرعون، قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}(يونس:88) لأنّ غاية الأموال إضلال العباد، واللام في الآية للعاقبة، وأجاب الله تعالى دعوته، وطلب منه أن يستقيم مع أخيه هارون ولا يتبعان سبيل الذين لا يعلمون، لأنّ العاقبة للمتقين، قال تعالى: { قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }(يونس:89). سرعة العقوبة والقوى المادية. وقد أشار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى سرعة تعجيل عقوبة الظالم، قال عليه السلام: ‹‹ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإنّ الله سميع دعوة المضطهدين (المظلومين) وهو للظالمين بالمرصاد››(نفس المصدر السابق)، إنّ بعض الناس لديه أموال ومُكنة وسلطان، والدنيا تصب في صالحه، غير أنّ ذلك بقدرة من الله تعالى، وهو تعالى يُحول المقادير، وقد رأينا في عالمنا العربي أنّ المقادير تغيرت بين ليلة وضحاها في غضون أيام قلائل وما كان يخطر على بال بعض الظالمين التغير السريع رغم كون ميزان القوى في صالحه، ودول العالم تدعمه والمُلك وإمرة الجيش لديه إلاّ أنّ تلك القوى انهارت في أيام معدودة ليُبين الله تعالى قدرته اللامتناهية، ورغم ذلك يصدر بعض الظالمين في ممارسة الظلم والسبب أنه يرى تمكنه وقدراته تكبر وتعظم، فيُقيم على ظلمه، ويستمر على ذلك. الثالث: قِصَر العُمر. إنّ الله تعالى يقصم عمر الظالم، وللعمر معنيان كما قال بعض العلماء عمر طبيعي وآخر امتدادي عبر الذرية، والطبيعي ينقص وينفصم، والامتدادي ينقص أيضاً، وكلا العمرين يتلاشيان، نعم قد تقتضي حكمة الله تعالى التي لا تُعلم طول عُمْر بعض الظالمين لكنه يأخذه أخذ عزيز مقتدر فينقص عمره الامتدادي فلا يكون له ذرية، وقد ينقصم كلا عمريه فلا ذرية ولا عمر، والله تعالى للظالمين بالمرصاد، قال الإمام عليه السلام: ‹‹من ظلم قصم عمره››(ميزان الحكمة ج2 ص1772)، وقال عليه السلام: ‹‹من جار أهلكه جوره››(نفس المصدر السابق)، إنّ الجور سبب رئيس للهلاك والبوار ويؤدي إلى كساد على أكثر من صعيد. الرابع: الظلم توأم الحرب والفتنة. إنّ الظالم يظلم من أجل الاستقرار لملكه أو بقاء ثروته وهيمنته غير أنّ النتيجة المترتبة على الظلم زعزعة الملك وخراب الوطن وكساد الاقتصاد المؤدي إلى قلة المال، ومن قرأ ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية يجد أنّ الظلم الذي مُورِس في حق الأمم والشعوب هو السبب الذي أدّى إلى اشتعال النار التي أحرقت ملايين الناس، وترتب عليها دمار وخراب الدول والأوطان. إنّ الحرب في زماننا لا تحسم بالسيف كما كان عليه الحال في الأزمنة الغابرة، لقد تغيرت موازين القوى وأصبح بعض الظالمين يمارس ظلماً بغطرسته، وسرعان ما يبدأ سلطانه بالتآكل والانحسار والضعف، وقد رأيتم بعض الإمبراطوريات التي ما كان يخطر على بال أحد زوالها، ظلمت شعوباً واستمر الحال عشرات السنين، لكنها تهاوت بسرعة فائقة -الاتحاد السوفيتي- قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ‹‹احذر العسف والحيف فإنّ العسف يعود بالجلاء والحيف يدعو إلى السيف››(ميزان الحكمة ج2 ص937)، العسف هو السير على غير هدى وركوب الأمر من غير تدبير، والحيف هو الظلم، والمشاهد أنّ الظلم يؤدي في نهاية المطاف إلى حروب، وتدخلات، أما العدل والسير على الصراط السوي فيؤدي إلى الدعة والاستقرار وتوق الناس إليه لانسجامه مع فطرتهم. العدل يحقق الأمن. إنّ العدل وتحكيم القانون سنة أودعها الله تعالى في جبلة الخلق، وربط الدنيا والآخرة بهما غير أنّ بعض الظالمين يظلم لأجل الأمن، مع أنّ المعادلة هي أنّ الظلم لا يحقق أمناً بل يترتب عليه انعدام الأمن والحرب والفتنة، قال تعالى: { الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}(الأنعام:82)، ولا يختص ذلك بالآخرة، بل في الدنيا أيضاً فمن أراد الأمن عليه بالعدل فعاقبته استقلال الدول، والأمن للشعوب. الخامس: الظلم مانع من آثار العبادات. يتصور بعض المسلمين خطئاً أنّ ما ورد من أحاديث في فضل الصلاة والصوم والعبادات كقوله صلى الله عليه وآله: ‹‹أرأيتم لو أنّ نهراً بباب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا››(عوالئ اللئالئ ج1 ص109) كافٍ لإزالة آثار الظلم فيظلم الناس ويمارس العبادات من أجل أن تقيه عذاب الآخرة غير أنّ ذلك التصور خاطئ، والإسلام جوهره العدل وسنامه القسط والروايات المبينة للغفران لا تشمل الظالمين كما أوضحت ذلك روايات أخرى، والذنوب التي تغفر بالطاعات لا تشمل ظلم العباد، ومهما فعل العبد من طاعة لن يغفر الله تعالى ظلمه لعباده كما نصت على ذلك بعض الأحاديث. أنواع الظلم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ‹‹الدواوين عند الله ثلاثة: ديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله، فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ }(المائدة:٧٢)، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، من صومِ يوم ٍتركه، أو صلاةٍ تركها، فإنّ الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء الله، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة››(ميزان الحكمةج2 ص 1773)، وقال الإمام علي عليه السلام: ‹‹ألا وإن الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله..وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً››(نفس المصدر السابق) فالظلم على ثلاثة أنواع: الأول: ظلم العبد لنفسه، الذي أشار إليه قوله تعالى: { وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}(الطلاق:١)، فمن ترك صوماً أو صلاة فهو ظالم لنفسه إلاّ أنّ الله تعالى يغفر لتارك الصلاة والصوم إذا تاب. الثاني: الظلم الذي لا يغفر، وهو الشرك بالله تعالى. الثالث: الظلم الذي لا يترك. وهو ظلم العباد. تميز ظلم العباد عن غيره. قال الرسول صلى الله عليه وآله: ‹‹وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة››، إنّ الله تعالى يأخذ الحق للمظلوم من الظالم، ولن يتمكن الظالم من جواز صراط العدل الإلهي في الآخرة ليحصل على النعيم المقيم، لذا بيّن القرآن الكريم أنّ الركون إلى الظالم يؤدي إلى النار وأوضحت الروايات فداحة ظلم العباد. ------------- نسأل الله تعالى أن يجعلنا مع محمد وآله، وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين. سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش حفظه الله
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
![]() |
![]() |