اجعلنا صفحة البدء

 

اضف الشبكة للمفضلة 

 
 
 

::    ::

 

 

اهل البيت سيرة وعطاء -ج1 => مؤلفات الشيخ حسين العايش        تفسير سورة الملك => مؤلفات الشيخ حسين العايش        ضوابط التكفير => مؤلفات الشيخ حسين العايش        أبوطالب ذلك العملاق الخالد => مؤلفات الشيخ حسين العايش        تفسير سورة النازعات => مؤلفات الشيخ حسين العايش        تفسيرة سورة الاعلى => مؤلفات الشيخ حسين العايش        كيف يتم قضاء الجزء المنسي في الصلاة بالتفصيل؟ => انت تسأل والشيخ يجيب        هل تنطبق قاعدة التجاوزللمصلي اذا نسي سجدة => انت تسأل والشيخ يجيب        هل صحيح أن الإمام المعصوم يصلي 500 ركعة كل يوم؟ => انت تسأل والشيخ يجيب        استحباب قرءة سورة الكهف يوم الجمعة => انت تسأل والشيخ يجيب        

شبكة التقوى الاسلامية | أسس التقدم والنجاح ق3

 

 

عرض :أسس التقدم والنجاح ق3

 

   

آفاق الكلمة >> مفاهيم إسلامية

 

 

°¤©><©¤° أسس التقدم والنجاح ق3 °¤©><©¤°

القسم الثالث: الاستفادة من النعم الإلهية.

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين.

---------------

لا زال الكلام موصولاً حول الأمور التي إذا التفت إليها الشاب استطاع التقدم إلى الأمام، وإحراز قصب السبق في عالمي الدنيا والآخرة.

الاستفادة من نعم الله تعالى.

إنّ من الأمور الهامة التي ينبغي أن يتوجه إليها المرء الالتفات إلى نعم الله تعالى وإدراكها والاستفادة منها فيما يريده الحق تعالى ليعود على المرء بالإيجابيات في عالمي الدنيا والآخرة، إنّ الإنسان يرفل في النعم التي لا حد لها ولا حصر، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لَا تُحْصُوهَا}(النحل:١٨).

سلبيات الغفلة عن نعم الله تعالى.

إنّ أكثر الناس يغفل عن نعم الله تعالى عليه، والغفلة عن النعم تؤدي إلى نوعين من السلبيات:

الأول: الكفران والطغيان على المولى.

إنّ عدم استخدام النعم فيما يريده الله تعالى كفران بها وطغيان على المولى يؤدي إلى سلب النعم والابتعاد عن الحق تعالى.

الثاني: الإضرار الكبير بالإنسان.

إنّ عدم الالتفات والتركيز لدى الإنسان إلى ما ينبغي الالتفات إليه والاستفادة منه في الرقي يترتب عليه الضرر الكبير، وكي تتضح أبعاد الالتفات إلى نعم الله تعالى نُذكِّر بما حصل لأحد السالكين السائرين في جادة الصواب، فقد غفل عن حيثية بسيطة لها الأثر الفاعل في رقي الإنسان وتقدمه، فكان يناجي ربه بالأدعية، ويكرر {اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك}، ولم يلتفت إلى نعم الله تعالى والتفت إلى نفسه، ورأى أنه لا يحتاج أن يعامل بالفضل لاختلافه عن كثير من الناس لكونه يسير في جادة الصواب، والفضل يحتاجه المسيء المذنب، وغفل عن أنّ السير في جادة الصواب من نعم الله تعالى التي يمتن بها على من يشاء من عباده، وكادت غفلته أن ترديه لولا أن تداركته رحمة من ربه، ورأى أنّ القيامة قد قامت، وأُمر به إلى جهنم، فتعجب وذكر أعماله للملائكة من صلاة وصوم وبر، وعدد الأفعال الطيبة التي صدرت منه، فجاءه النداء كل هذه الأفعال لا تعدل نعمة البصر، وليس لك شكر في قبال النعم الأخرى التي منحناك إياها، وندرك هذا المعنى من خلال رؤية بعض الناس الذي يجمع الأموال الكثيرة، فيدفعها لعلاج بصره فمن اشتغل ثلاثين سنة وجمع مالاً لديه استعداد أن يقدم كل ما جمعه ليسترجع نعمة البصر، والعابد الذي وصل إلى مراتب عالية لم يشتغل بالعبادة أكثر ممن جمع المال، فشغله بالعبادة ثلاث إلى أربع ساعات في اليوم وهو أقل من شغل من جمع المال لمدة ثلاثين سنة وقدمه لاسترجاع بصره، ولا نريد أن نقلل من قيمة ما يبذله العابد، فالمرء إذا استخدم العُشر من نعم الله تعالى عاد عليه بالنفع الكبير وسار سيراً سجحاً إلى الله تعالى.

الالتفات إلى النعم يؤدي الشكر.

إذن ينبغي علينا أن نلتفت إلى النعم التي منحنا الله تعالى إياها، وأن لا نغفل آناً ما، لأنّ عدم الالتفات إلى النعم يؤدي إلى الكفران، والالتفات يؤدي إلى شكر الله تعالى، والشكر له حيثيتان:

الأولى: حيثية الذكر المؤدي إلى المزيد.

الثانية: حيثية تفعيل النعم والاستفادة منها  فيما يعود بالمردود الإيجابي، وقد أبان الحق تعالى أنّ عدم الشكر عاقبته جهنم، قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}(الأعراف:179)، والآية لها معانٍ متعددة، من جملتها ما أوردناه، فالسبب في خسران الآخرة هو عدم الاستفادة من النعم الإلهية فيما يريده الله تعالى، فالأعين لا يبصرون بها والآذان لا يسمعون بها، والقلوب لا يفقهون بها، وليس المراد هنا أنّ الإنسان لا يستخدم عينيه بل المراد أنه لا يستفيد منها فيما يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة، فكثير من الناس لا يسمع النافع بل يسمع الضار ولا يبصر ما يعود عليه بالخير بل يبصر الضار وينظر ما يعود عليه بالسوء.

الابتلاء إيقاظ من الغفلة.

إنّ عدم الاستفادة من نعم الله تعالى فيما يريده الله تعالى يعود بالمردود السلبي، إذ أنّ بعض الناس لا  يتوجه إلى ذلك إلاّ عندما يصاب بابتلاء، ويلتفت إذا أصيب بآفة في سمعه وإشكالية صحية في بدنه فيقول فرطت ويبدأ يتلافى، والأحسن مبادرة المرء أبّان صحته وقدرته ليستفيد من نعم الله تعالى فيما يريده تعالى، والآية أشارت إلى ذلك، فعدم الاستفادة من النعم غفلة، والغافل لا يتوجه ولا يلتفت ويخسر كثيراً.

الشيطان والغفلة عن نعم الله تعالى.

وهناك غفلة من نمط خاص نركز عليها، إذْ أنّ العلماء أكدوا عليها وهي الغفلة من اغواءات الشيطان، فالشيطان يوسوس للإنسان ليستفيد من نعم الله تعالى في معاصيه ولا يلتفت إلى الحق تعالى، إنّ أكبر عدو للإنسان هو العدو الداخلي الذي يوسوس له ويلهيه، والشريعة الغراء أكدت أنّ الشيطان يستنفر قدراته ليضل الإنسان، قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ*ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(الأعراف:16-17)، والآية توضح أنّ الشيطان يحارب الإنسان بكل جهده فيلهيه عن الله تعالى، وهو العدو الأعظم في نسقنا المعرفي الإسلامي، وفي النسق المعرفي الذي جاءت به الشرائع السماوية عامة، قال تعالى: { ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(الأعراف:17).

الشيطان سبب نسيان نعم الله تعالى.

إنّ الشيطان ينسي ويلهي العبد عن النعم، حتى لا يستخدمها فيما يرضي الله تعالى كي لا تعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة، ونسيان النعمة والغفلة عنها يحدث للمرء أعظم الضرر وكي يتضح ذلك نلتفت إلى أنّ من دخل في حرب مع عدوه، هل يتمكن من الانتصار عليه وهو غافل عنه؟ كلا؛ فإنّ الغفلة لحظة واحدة تمكن العدو من الأخذ بزمام المبادرة والانتصار، والإنسان والشيطان في حرب مستمرة وهو أعظم عدو للإنسان، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(فاطر:6)، فإذا لم يلتفت الإنسان إلى اغواءات الشيطان فسوف يخسر الآخرة، ومن اغواءاته حديث النفس الداخلي، وتزيين السوء، ومن غفل عن ذلك رجع إلى المربع الأول.

خطر الشيطان على الإنسان.

إنّ الشيطان يهدم التقدم الذي وصل إليه الإنسان، ويجعله يتسافل، وعلى المؤمن أن لا يغفل بحجة وصوله إلى مرتبة آمنة، فهناك قصص كثيرة لعلمائنا الذين وصلوا إلى مراتب عالية في السير والسلوك والتخلص من اغواءات الشيطان، ومع ذلك كانوا في غاية الحذر، ومن أروع القصص ما جاء عن المقدس الأردبيلي عندما سئل إذا كان أمامك امرأة جميلة ولا يوجد من ينظر إليك، فهل تختلس نظرة ريبة إليها؟ قال يرحمه الله (أسأل الله تعالى أن لا يبتليني بذلك) وفي هذا عبرة لمن يريد الرقي، فهذا العالم كان في غاية الحذر واللجوء إلى الله تعالى، فقال (أسأل الله أن لا يبتليني) لمعرفته بكيد الشيطان وتأثيره.

الغفلة سبب للطبع على القلب.

إنّ الغفلة تؤدي إلى الطبع على القلب، ومن أراد الرقي والتقدم في مساره أن يلتفت إلى ذلك، لأنّ الطبع على القلب يصبح جزءً من شخصية الإنسان ويصعب عليه الانفكاك منه والتخلص عنه، ويكون عادة لا تزول ـ أزل جبل ولا تزل عادة ـ قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}(النحل:108).

نتائج الطبع على القلب.

إنّ من غفل عن نعم الله تعالى ولم يشكر، فطُبع على قلبه فهو كمن قد أقفل عليه في مكانٍ مظلم يصعب عليه الخروج منه وأكثر الناس لا يستطيع الخروج إلاّ من حصل له لطف خاص وأدركته رحمة من ربه.

طريق الخلاص من الغفلة.

إنّ التخلص من الغفلة له مفتاحان:

الأول: الاستفادة من النعم.

فمن أراد التخلص من الغفلة فعليه أن يستخدم نعم الله تعالى فيما يريده تعالى، وبذلك يكون من الشاكرين.

الثاني: المداومة على ذكر الله تعالى.

ومن أراد أن لا يغفل فعليه بإدمان الذكر، فالقرآن الكريم والأحاديث والعلماء ذكّروا بأهمية ذكر الله تعالى دائماً، ولا يراد بالذكر لقلقة اللسان، بل يراد به العلم بأنّ الله تعالى يحيط بالذاكر وهو القادر عليه، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}(ق:16)، ومن ذكر الله تعالى كذلك أمن الغفلة، إذْ أنّ هذا المعنى من الذكر ينبه الإنسان لاستخدام نعم الله تعالى فيما يريده تعالى.

إنّ خلاصة ما تقدم في نقاط ثلاث:

الأولى: استذكار النعم والاستفادة منها  فيما يرضي الله تعالى.

الثانية: عدم الغفلة لئلا تؤدي به إلى الكفر والطغيان والتسافل.

الثالثة: ذكر الله تعالى الموجب للأمن من النسيان كي لا يُطبع على القلب، وبذلك ينجح المرء في مساره العملي والسلوكي ويصل إلى أرفع الدرجات.

وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين.

-------------

وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين.

 

سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش         حفظه الله

الإلقاء : 1/5/1431هـ             النشر : 8/5/1431هـ

 

 
 
تاريخ الاضافة: 22/04/2010   الزوار: 2387

للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم )   ابلغ عن وصلة لاتعمل 

التعليقات : 0 تعليق
« إضافة تعليق »

 

     

 

 

 

 

الافطار يوم الشك

الصائم في البلاد التي لا تغيب بها الشمس

الابرة والمغذي حال الصوم

الاستياك حال الصوم

شخص صائم وطلب من شخص آخر ان یسقیه

تیقن انه اغتسل من الجنابة فصام

وضع الكحل والعطر في رمضان

ابتلع المعجون بدون قصد

بلع البلغم

وضع كریمات الوجه اثناء الصیام

الجهر والاخفات

الجهر في موضع الاخفات لتعليم الصغار

هل يجزي في الركوع أو السجود خلال الصلاة قول : اللهم صل على محمد وآل محمد ، بدون التسبيحة الكبرى

تعيين السورة قبل البسملة

صلاة الغفيلة

قراءة الأدعية في القنوت باللهجة الدراجة

قراءة الفاتحة بدل التسبيح

تكرار التسبيحات الأربع

ما هو حكم التربيت على الافخاذ في الصلاة

هل تختلف حركة المرأة عن الرجل

 

 

 

كيف يتم قضاء الجزء المنسي في الصلاة بالتفصيل؟
هل تنطبق قاعدة التجاوزللمصلي اذا نسي سجدة
هل صحيح أن الإمام المعصوم يصلي 500 ركعة كل يوم؟
استحباب قرءة سورة الكهف يوم الجمعة
هل يجب تخميس اموال الجمعية

 

 

 

Flag Counter

 

 

يرجى  ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل

 

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية