|
|
||||
|
![]() |
![]() |
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عرض :تأصيل معنى العالم في الإسلام ق5
°¤©><©¤°
تأصيل معنى العالم في الإسلام ق5
°¤©><©¤° القسم الخامس: الانعكاسات الإيجابية للعلم. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. --------------- قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر:28) صدق الله العلي العظيم. الصفات النفسية في العالم لا زال الكلام موصولاً حول الصفات التي يجب أن تتوافر في العالم ليكون مصداقاً لما جاء من آيات وروايات، جاء عن النبي صلى الله عليه وآله بعض من الصفات النفسية التي يتصف بها العالِم وتلازمه، ويعرف أنّ العلم أثّر فيه لانعكاسه سلوكياً عليه، فيرى الناس تأثير ذلك في العالِم. أولاً: اتصافه بمظاهر الغنى والكفاف. قال النبي صلى الله عليه وآله: ‹‹أما العلم فيتشعب منه الغنى وإنْ كان فقيراً››(1) من أصبح عالماً يستغني بالله تعالى، وذلك أنّ تصرفات الفقير والغني تظهران على سلوكهما، فبعض الناس يتوافر لديه المال إلاّ أنه يتصرف تصرف الفقراء، وبعضهم لا يمتلك المال إلاّ أنه يتصرف تصرف من يجده فلديه كفاف، والعالِم حتى إذا لم يجد المال لكن العفة بادية على محياه، والسلوك السوي طبيعة مترسخة في ذاته، فلا يؤثر الفقر في شخصيته فيبديه بمظهر المملقين الذين لا يجدون شيئاً وذلك أنّ حقيقة الغنى الارتباط الوثيق بالحق تعالى، لذا قال النبي صلى الله عليه وآله ‹‹يتشعب منه›› أي ينبثق من العلم الغنى وإنْ كان فقيراً بل أفاد صلى الله عليه وآله أكثر من ذلك. ثانياً: الجود بما لديه. فقال صلى الله عليه وآله: ‹‹والجود وإنْ كان بخيلاً›› قد لا يكون العالِم تربى في بيئة من الكرماء الذين يجودون بأموالهم، لكنه انعكس العلم عليه فجعله جواداً لا يشح بل يقتدي بالأنبياء والرسل في كرمهم وعطائهم، لذا ليس هو بغني فقط وإنما يجود بما لديه فانعكاس العلم بدى واضحاً في تعامله مع غيره بإعطائه ما لديه وعدم توقفه في البذل مع أنه لا يجد إلاّ القليل من المال لكنه يجود به. ثالثاً: أن يكون مهاباً. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والمهابة وإنْ كان هيناً›› أي من الانعكاسات الإيجابية للعالِم المهابة فيصبح مهاباً، وشخصيته ذات احترام وتقدير من قبل عامة الناس وخاصتهم، ولا يرجع ذلك إلى العلم بحفظ القواعد والأقوال وإنما لسلوكه يبدو مهاباً، فإذا تكلم اتسم كلامه بالرزانة والتأصيل، وإنْ صمت تفكر في عظمة الحق تعالى متوجهاً إلى ربوبيته، فهيبته من تقوى الله تعالى وعمله بعلمه. رابعاً: اتصافه بالسلامة. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والسلامة وإنْ كان سقيماً›› إنّ الأمراض التي يصاب الناس بها تؤثر تأثيراً كبيراً على بعضهم، فيصاب بالجزع والفزع، بل قد يتفاقم المرض النفسي فيؤثر على حالته الجسدية، غير أنّ العالِم الذي انعكس علمه عليه إيجابياً، لا يؤثر مرضه وسقمه فيه بل يبدو كالأصحاء السالمين، فلا تراه جزعاً متألماً يشكو الحال لعلته وسقمه بل ترى آثار الرضا بادية على محياه والذكر وتسبيح الحق وتقديسه، والشكر والثناء على لسانه، وقد أجمل صلى الله عليه وآله كل هذا بقوله ‹‹والسلامة وإنْ كان سقيماً››. خامساً: القرب من الصالحين. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والقرب وإنْ كان قصياً›› إنّ بعض الناس قد لا يكون من المقربين من الصالحين الأتقياء الخيرين، لكن سلوكه طريق العلم عكس العلم على شخصيته فأصبح الخيرون يتوددون إليه مقتربين منه، وأصبح لصيقاً من الطيبين الأخيار، ‹‹والقرب وإنْ كان قصياً›› وهناك معنىً آخر وهو أنّ العلم قد يكون في بداية تحصيله للعالِم يُطلب به غير الله تعالى، ثم يصل إلى مرحلة يتأثر إيجاباً بالعلم فيصبح من المقربين إليه تعالى. سادساً: الحياء. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والحياء وإنْ كان صلفاً›› أي أنّ بعض الناس عنده صلافة في التعامل، وتعامله غير محمود لخروجه عن حده بتكبره، فيصبح مبغوضاً من الناس قبل تعلمه، وعندما أصبح من العلماء لانت عريكته وزالت الغلظة من طبعه، فلا يتحدث بألفاظ بذيئة ولا يصدر منه عمل قبيح. سابعاً: الرفعة. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والرفعة وإنْ كان وضيعاً›› إنّ بعض الناس ليس له شيء من مراتب الشرف، فالشرف يتأتى للمرئ باعتبارات العقلاء، وفي زماننا الشريف له معايير، منها المنصب والوجاهة الاجتماعية والقدرة الاقتصادية والسلوك الحسن المرضي فيُثنَى على شخصٍ لسلوكه الطيب، والعالِم بادئ ذي بدء قد لا يتوافر فيه ذلك غير أنه بعد أن يتعلم يصبح مجمعاً للفضائل وموئلاً للقيم فيرتفع شأنه، وتعلو درجته ويكون من ذوي الرفعة. ثامناً: الشرف. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والشرف وإنْ كان رذلاً›› إنّ النبي صلى الله عليه وآله يشير إلى معنىً دقيق ينظر إليه العرب نظرة ثاقبة وقوية، فالشرف عندهم يتأتى من أمور: الأول: بالنسب فيولد من أمهات زكيات وآباء بعدوا عن الرذيلة فيكون شريفاً في نسبه. الثاني: أن يتصف بالحلم، فالحليم من الأشراف إذْ بالحلم تُدفع المكاره ويسود الحليم قومه، خصوصاً إذا اقترن حلمه بعلم. الثالث: الخلق الكريم في التعامل مع الناس خصوصاً مع من أساء إليه، فيتعامل معه بالعفو والرحمة والحب والمودة. وهذه أمور توجب الشرف ومن لم يكن لديه خلق ولا نسب ولم يتصف بالحلم فليس بشريف عند العرب، غير أنه إذا سلك طريق العلم وأصبح من العلماء قد يجمع شتات الشرف المتفرق فلا يكون رذلًا لأنّ الرذل لا حلم له ولا خلق، والعالِم استعاظ عما فاته من الخلق والنسب والحلم بالعلم الذي انعكس على شخصيته فأصبح من ذوي الرتب في شرفه. تاسعاً: الحكمة. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والحكمة والحظوة فهذا ما يتشعب للعاقل بعلمه›› من صفات العالِم الحكمة، والحكيم متزن، يعرف متى وكيف يتحدث؟ ومتى يصمت؟ وكيف يقوم بفعل في مورد ما؟ وكيف يحجم عنه في المورد الآخر؟ فالحكمة وضع الشيء في موضعه، وهي الحظ الأسمى والأسنى، قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}(البقرة:٢٦٩) والعالم علمه حكمة عرف به وضع الأمور في نصابها. عاشراً: الحظوة. ثم قال صلى الله عليه وآله: ‹‹والحظوة›› الحظي هو من جمع شتات المجد المتفرق، واستطاع العالِم بعلمه أن يجمع ذلك فأخذ بالمجد من كل أطرافه. الحادي عشر: استعمال عقله. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وآله في ذيل الحديث مطلباً هاماً: فقال صلى الله عليه وآله: ‹‹والحكمة والحظوة فهذا ما يتشعب للعاقل بعلمه›› إنّ النبي صلى الله عليه وآله أفصح عن أهمية اقتران العلم بالعقل، ليكون العالِم مجمعاً للكمال، وهناك حديث قدسي أشار إلى أهمية العلم والعقل، فالعلم وحده دون عقل قد يقتل الإنسان، أما إذا استخدم العقل فإنّ العلم ينفعه وإنْ كان قليلاً، فيضع الأمور في نصابها، جاء في الحديث القدسي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال له ربه: ‹‹يا أحمد استعمل عقلك قبل أن يذهب››(2) أي قبل أن تموت ولغيره صلى الله عليه وآله قبل أن يصاب بحادث فيؤثر عليه، فكثير من الناس إذا كبر يصاب بأمراض تؤثر على عقليته، فقوله تعالى: ‹‹يا أحمد استعمل عقلك قبل أن يذهب، فمن استعمل عقله لا يخطئ ولا يطغى›› أي يحصل له أمران: الأول: ‹‹لا يخطئ›› وإذا أخطأ تلافى خطأه وعدّل مساره وقيم سلوكه، بإصلاح الخطأ والخلل الذي صدر منه، ‹‹فمن استعمل عقله لا يخطئ››. الثاني: ‹‹لا يطغى›› أي لا يصاب بغطرسة فيصبح كالطاووس يتبختر بجماله، والعالِم الذي لم يستعمل عقله إذا ازداد علمه تبختر متكبراً، أما من استعمل عقله ازداد تواضعاً وافتقاراً إلى الحق تعالى. الثاني عشر: الاهتمام بشخصيته القيادية من سمات العالِم التي أُكد على أهميتها أنه عندما أصبح قدوة للناس يعلمهم معالم الخير انعكس عليه التعليم فأصبح يطبق ما يقوله على ذاته، وأصبح دقيقاً فيما يرجع إلى شخصيته، وله عناية بنفسه، فلا يقول شيئاً لا يلتفت إلى أنّه لم يتصف به بل يحذر من الاتصاف بضده، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}(البقرة:44) فالعالِم دقيق الملاحظة لصفاته المعنوية، فإذا وَجد خللاً وإنْ كان صغيراً عالجه، قال إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام: ‹‹من نصب نفسه للناس إماماً- أي كان قدوة - فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره›› (3). الثالث عشر: تأديب الناس بسيرته العملية. ثم قال عليه السلام: ‹‹وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه›› أي ليكون سلوكه سوياً في حديثه وعدله وإنصافه، فهو رحيم، ومن لم ينعكس عليه العلم إيجاباً فالتطرف سمته فيشتغل بالقيل والقال متتبعاً لعيوب غيره، بدلاً من اشتغاله بعيوب نفسه، لذا قال الإمام عليه السلام: ‹‹يبدأ بتعليم نفسه›› فالتأديب ينعكس إيجاباً على غيره بسلوكه وسيرته، ومن نظر إلى سيرته وسلوكه رأى شخصية متزنة بسيرة حسنة وسلوك سوي، فلا يصدر من لسانه قبيح، قال الإمام عليه السلام: ‹‹وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس›› فالإجلال والتقدير والاحترام لصفات إيجابية في شخصيته، وبذلك يجل ويعظم أكثر من إجلال من يعلم غيره فحسب، ولم يتصف بصفات الكمال والحسن في شخصيته، قال عليه السلام: ‹‹ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبها››. الجمعة 25- 3 - 1431 هـ المصادر: (1)(ميزان الحكمة ج3 : محمد الريشهري) (2)(بحار الأنوار: المجلسي) (3)(ميزان الحكمة: الريشهري) ------------- نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستعمل عقله ويتقي ربه، وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش حفظه الله
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
![]() |
![]() |