|
|
||||
|
![]() |
![]() |
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عرض :مقومات الحياة السعيدة ق3
°¤©><©¤°
مقومات الحياة السعيدة ق3
°¤©><©¤° القسم الثالث: السعادة في الاطمئنان المعنوي. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. --------------- قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ*لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(يونس62-64). صدق الله العلي العظيم. عوامل تحقيق الاطمئنان. أوضحنا فيما سبق أنّ أهم ما يحقق للإنسان الأمن والاطمئنان هو الإيمان بالله تعالى، فالإيمان ركن وثيق يوصل من التجأ إليه شاطئ الإيمان وساحل النجاة، ولنبين بعض النقاط الأساسية التي لها ارتباط بتحقيق الاطمئنان والأمن النفسي: الأولى: التفكير الايجابي. إنّ الاطمئنان يرتبط بفكر الإنسان فالفكر غاية في الأهمية والحالة النفسية التي تعتري الإنسان من الاضطراب والقلق والخوف ناشئة من ارتباط فكره بأمور زائلة تؤثر عليه سلباً فتوجب له القلق، أما إذا ارتبط فكره بأمور لها ثبات واستقرار فسوف تحدث له الطمأنينة، وكل امرئ يرتبط بمجموعة من الأفكار تؤثر عليه سلباً تارة وإيجاباًَ تارة أخرى، لذا بينا في الآيات الآنفة أنّ الإيمان بالله تعالى وبالمعاد، وبقضاء الله تعالى وقدره يعصم الإنسان من الإصابة بالقنوط واليأس فلا يؤثر عليه كابوس الألم والقلق، لأنّ إيمانه بالله وبقدرته تعالى يزيل جميع ما يؤثر سلباً في حياتيه المادية والمعنوية، وإيمانه بالمعاد يفتح له نافذة أمل بزوال كل ما يعتريه من آلام في هذه الحياة الدنيا وأنّ نهاية المطاف الخروج إلى عالم فسيح فوق عالم المادة، فعالم المادة بما فيه ليس بدائم بل متقلب، فلا ثبات له ولا استقرار في عالم المادة وإذا ركّز الإنسان تفكيره على هذا العالم تأثر سلباً بتحوله الدائم والمستمر وعدم صفائه لأحد فتضيق نفسه ويضطرب، أما إذا أدرك حقيقة التحول الدائم في عالم المادة وكان إدراكه مرتبطاً بالإيمان بالله تعالى زال عنه ذلك القلق والألم كلياً. الثانية: توجيه البلاء إيجابياً. إنّ البلاء له أهمية كبيرة، وقد ألمحنا إليها بشيء من الإيضاح، وهي أنّ ما يحدث للإنسان من ابتلاءات في الحياة الدنيا لابد من الالتفات إلى جانبه الإيجابي وعدم التركيز على جنبته السلبية، وذلك أنّ كل شيء في الحياة الدنيا له جنبتان: إحداهما إيجابية والأخرى سلبية، وينبغي للمرء أن لا يحصر نفسه بالجنبة السلبية فالابتلاءات، كالفقر، والمرض، وفقد الأحبة، لها جنبة إيجابية وكل المصائب التي تصيب الإنسان لها حكمة عندما يُنظر إلى جمالها يرى بها جمال الوجود، قال الشاعر: أيّهذا الشّاكي وما بك داء كن جميلاً ترى الوجود جميلاً فإذا نظر الإنسان إلى الأشياء من جنبتها الإيجابية انعكست على نفسه إشراقاً وأملاً وتفاءلاً وإنْ نظر إليها من جنبتها السلبية أثرت على نفسه سلباً، وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى الجنبة الإيجابية من البلاء بلازمها فقال عليه السلام: ‹‹إنّ أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الذين يلونهم الأمثل فالأمثل››، فالله تعالى يبتلي الأنبياء بالابتلاءات الكبيرة لأنّ البلاء له جنبة إيجابية قادرة على صياغة الإنسان في عالميه المادي والمعنوي وإيصاله إلى أوج كماله فيهما. البلاء يسهم في سعادة الإنسان. وكي تتضح هذه النقطة نشير أنه لا راحة في هذه الحياة الدنيا ولا سعادة تامة، وأنّ سعادة الإنسان بوصوله إلى الكمال، والآلام والابتلاءات التي تعتري الإنسان تؤدبه فالألم والمرض يسهمان في تأديب الإنسان وقربه إلى الله تعالى، والنظرة الإيجابية إلى الألم تؤثر إيجاباً على النفس وتصلح طبيعة الإنسان وترفع حالته المعنوية وتعلمه الصبر والحلم، ومن لا يعتريه ألم لا يمكن أن يكون حليماً ولا صبوراً بل أنّ الألم ينمي أسمى الأفكار في الإنسان ويعمق ويوسع الفكر في شخصيته المعنوية، قال هيبر: (إنّ الذي يوسع أفكار الإنسان ويعمقها) أي إذا أراد الإنسان أن يعيش فكراً سعياً وعميقاً، فالشيء الذي يحقق له ذلك ليس العلم، فإسهام العلم في توسعة الفكر وتعميقه أقل بكثير من إسهام ذلك الشيء وليس الكفاءة والفن، ولا العواطف والأحاسيس، بل إنّ ما يعمق فكر الإنسان هو الآلام والمحن، وذلك إنّ العلم يعطي أُفقاً واسعاً إلاّ أنه لا يعطي قدرة على التحمل والصبر ولا قيوداً يستطيع بها أن يستفيد من علمه في الظروف الحالكة، أما الآلام والمحن فتقيد جماح الأفكار وتجعل الإنسان يتعامل مع العلم بحكمة، ومع الكفاءات التي لديه بروية، ومع الأحاسيس والعواطف بعقل فإذن الشيء الذي يعطينا أعظم هدية ويعمق فكرنا ويوسعه ليس العلم وإنما الآلام والمحن، ثم قال هيبر: (إنّ الملك الموكل بمشاكل الناس ومصائبهم قد خدم البشرية في هذه الحياة أكثر من الملك الذي جاء لهم بالعلاج والشفاء) فالملك الموكل بالتدبير - {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}(النازعات:5) - ما يُحدِثه من آلام ومصائب أفضل للإنسان مما يحدث من الملك الموكل بالنعم ثم قال: (ولعله لهذا نرى العالم مليئاً بالآلام)، قد لا نتفق معه في هذه النقطة فالناس يختلفون فمنهم من يحتاج إلى الصحة والغناء ويصلحه ذلك، ومنهم من يصلحه الفقر والمصائب، غير أنه لا يمكن لأحد أن يصل إلى كماله دون آلام ومصائب، ذلك مسارٌ عام والضمان الذي يحقق استقراراً وسياجاً لا يمكن أن يخترق هو الإيمان، ولإيضاح ذلك نشير إلى ما قاله يونغ وهو من أكابر علماء النفس قال: (لم نكن نجد بين المصابين بالأمراض النفسية من أصحاب الأعمار من 35 سنة فصاعداً أحداًَ لم ترجع مشكلته النفسية إلى عوز الإيمان)، أي أنّ كثيراً من الأمراض والآلام والمصائب لا تخف على الإنسان بل تضغط على أعصابه وتشكل له عبئاً ثقيلاً بسبب نقص الإيمان، أما إذا تعمق الإيمان خفّ الألم ولم يشكل عبئاً عليه، واستطاع أن يتعامل معه من جنبته الإيجابية، ثم قال يونغ: (والأفضل أن نقول إنّ كل واحد منهم كان مريضاً بعلة انعدام معطيات الدين والإيمان - وأردف قائلاً - ولم يعالج ولم يشفَ أي واحد منهم من دون استعادته لإيمانه الديني). الإيمان يُقاوم المصائب. إذن الإيمان الديني يعطينا القدرة الفائقة التي إذا التجأنا إليها زال كل ألم وخوف، وأصبحنا نعيش السكينة والاطمئنان في أحلك الظروف قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا}(الفتح:4)، والآية توضح أنّ من يواجه حرباً ويكون بين الحياة الموت، يتقدم إلى الموت بثبات ورباطة جأش، لإيمانه بعالم الآخرة إذْ أنّ كل ما يصيبه من بتر لأحد أعضائه أو مرضٍ لا يشفى منه طوال حياته يستفيد منه في الجانب الإيجابي. خصائص أولياء الله تعالى. إنّ الآية الكريمة التي بدأنا بها حديثنا تلخص جميع ما تقدم، {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله }، وأولياؤه تعالى الذين يلتجئون إليه في الشدة والرخاء، { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }، وذلك أنهم آمنوا- { الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } - تعمق الإيمان الديني في نفوسهم فأصبح راسخاً فحصلوا على البشرى، { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا }، فعاشوا الارتياح والسرور والاستبشار، { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }، ثم وعدهم الله تعالى بذلك دون تبديل، { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله }، وأبان تعالى أنهم حصلوا على أعظم فوز في الحياتين بالراحة النفسية والاطمئنان باللجوء إلى الله تعالى في كل آنات حياتههم، { ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. واقع الحياة المطمئنة. إنّ من لديه حالة من الاطمئنان والبشرى أفضل ممن لديه المال الكثير فالمال قد لا يستفيد منه بل قد يهرب من ماله وقصره لألمه وقلقه ثم يرجع إليه لاضطراب نفسه وعدم استقراره، أما من لديه الإيمان فقد التجأ إلى ركن وثيق وعروة وثقى بإيمانه، { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }، فهو في ابتهاج دائم وطمأنينة. ------------- نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين الصادقين الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش حفظه الله
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
![]() |
![]() |