|
|
||||
|
![]() |
![]() |
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عرض :مسارات في فكر النهضة الحسينية
°¤©><©¤°
مسارات في فكر النهضة الحسينية
°¤©><©¤° أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} صدق الله العلي العظيم. اليقظة في ضمير الأمة. مَثلّت ثورة إمامنا الحسين عليه السلام مُنعطفاً في التاريخ الإسلامي بما تمّيزت به من أحداث كان لها الأثر الكبير في تغيير مسار التاريخ الإنساني ، فالأمة قبل قيام الإمام الحسين عليه السلام كانت بحاجة إلى استنهاض ٍلضميرها الميت ، وكان الإمام عليه السلام -ضمير الأمة النابض بالحيوية - يُدرك أنّ الدماء الزكية هي القادرة على استنهاض ذلك الضمير الميت ، وبالفعل حدّد الإمام عليه السلام المسارات العامة التي سوف يتحرك في إطارها من خلال كلماته التي أطلقها: المسار الأول: تأصيل ثقافة الشهادة . إنّ الأمة تحتاج إلى دم زكي ، يحافظ على منجزاتها ومكتسباتها من جهة، ويردع الطغاة والبغاة - الذين لا يرون قدسية للإسلام ولا كرامة للمسلمين - من جهة أخرى ، ولذلك نجد الإمام عليه السلام يُبين مُفصحاً عن هذا المسار بقوله : ‹‹إني لا أرى الموتَ إلا سعادةً أو شهادةً - ولعله الأصح - والحياةَ مع الظالمين إلا بَرَماً››، فالموت يُمثل استشهاداً في سبيل الله يمنح الإنسان البقاء والحفظ والذكر في الحياة الدنيوية وفي عوالم الغيب بأروع الصور التي يطمح الإنسان للوصول إليها عند الباري تبارك وتعالى . ثمن الشهادة: أليس المسلمُ يُريدُ أن يَصلَ إلى رضوان الله ؟ هذا الرضوان يتحقق من خلال الشهادة ، والإمام عليه السلام يريد لكل المسلمين في كل عَصرٍ ومِصر أن يُحافظوا على كرامتهم وعزتهم عندما يُجَابَهُون بالخُطوبِ المُُدلَهِمَة ، وذلك من خلال مبدأ الشهادة ، الذي يُمَثّل البَلسَم الشافي للجروح غير القابلة للشفاء . صفة الموت والحياة. إذا كان الإمام الحسين عليه السلام يعتبر الموت استشهاداً في سبيل الله ، فهو يعتبر الحياة مع الظالمين موتاً وبرماً، وهذا المعنى بالذات جسده أبوه أمير المؤمنين عليه السلام في كلمته الخالدة في صفين عندما قال : { الموتُ في حياتكم مقهورين والحياةُ في موتكم قاهرين }، فالإمام عليه السلام يُريد للأمة الإسلامية أن تكون أمةً عزيزةً ، ولا يتسنى ذلك إلا من خلال السيادة المطلقة لمبادئ الإسلام وقوانينه التي يخضع لها جميع المسلمين. صدى خطاب الإمام عليه السلام. الإمام الحسين عليه السلام في كل مفردة من المفردات التي تحدث بها كان يُبين مَعْلَماً واضِحاً ويَرسِمُ مَساراً نَيّراً للأجيال المتعاقبة عبر التاريخ الإنساني وليس للمسلمين فحسب ، وإنما التركيز بالذات على الأمة الإسلامية . المسار الثاني : التحرك نحو الشهادة . ويُعطي الإمام عليه السلام درساً آخر في حواره مع عمرو بن لوذان الذي قال ‹‹ ...فوالله ما تُقدِمُ إلا على الأسِنَة وحَدِ السيوف ›› أي هؤلاء يُريدون قتلك يا أبا عبد الله ،فرد عليه عليه السلام بكلمات في غاية الجمال والروعة يقول فيها ‹‹ليس يخفى عليَّ الرأي ولكن لا يُغلبُ على أمر الله وإنهم لا يَدَعُوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي››، وهنا يركز الإمام عليه السلام في كلمته على مبدأ في غاية الأهمية وهو أنّ من لا يدنو نحو الشهادة ولا يتحرك نحو هذا المبدأ العظيم فإنه سيموت ذليلاً مُهاناً مُستصغراً، أما الشعوب والأمم التي تُقَدِمُ شهداء وقرابين في سبيل الله ،للحفاظ على كرامتها فإنها تدفع الثمن الأقل وتأخذ النصيب الأوفر، فلذلك أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يُبين لعمرو بن لوذان أنه إذا لم ينهض ويتحرك ضد هؤلاء الظالمين الطغاة فإنهم سوف ينتهكون حرمته ويقتلونه. المسار الثالث: التركيز على العزة والكرامة للأمة . كذلك الإمام الحسين عليه السلام ركّز على مبدأ العزة والكرامة للأمة الإسلامية ، بقوله: ‹‹والله إني لا أُعطِيكُم بَيدِي إعطاءَ الذليل ولا أَقِرُ لكُم إقرارَ العَبيد››، فالإمام عليه السلام لا يُريد للمسلم أن يكون ذليلاً حتى عندما يُخَاطِبُ أعتا الطغاة ، بل يُريدهُ أن يكون عزيزاً مُهابَ الجانب ،له شخصيته المحترمة ،ليس كفرد وإنما لكونه يُمثل كياناً يُرادُ له أن يكون أمةً كريمةً وعزيزةًً ، وليس أُمةً مُهانةً ومُتشرذمةً ، يعبث بها الطغاة كيفما شاؤا. شرط العزة والكرامة: هذا المبدأ الذي استمده النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام من القرآن الكريم الذي يصدع بقوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، وفي آية أخرى يقول: { إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا}. ولذا، ورد في الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام: ‹‹إنّ الله فوض إلى المؤمن أَمرَهُ كُلَّهُ ولم يُفُوض إليه أن يكون ذليلاً››، هذا المبدأ الذي ركّزه الأئمة عليهم السلام في ضمير الأمة الإسلامية كان وفق القيادات الصالحة التي مثلّها العلماء الأعلام عبر تاريخنا الإمامي الطويل. فنجد أنّ الأئمة عليهم السلام والعلماء كانوا يُمثلون ضمير الأمة وكانوا يَدعُون الناس إلى الاستشهاد عندما تكون الشهادة هي الفيصل بين الحق والباطل ، وهذا ما قام به الإمام الحسين عليه السلام ،لأنّ الأمة في عصره وصلت إلى مهوى سحيق في الرذيلة وعدم الانصياع للحق ، يتجلى ذلك بوضوح من خلال كلام يزيد الذي أراد به نفي شريعة الإسلام عندما قال: لَعِبَت هَاشمٌ بالمُلك فلا خَبَرٌ جَاءَ ولا وَحيٌ نَزَل وهذا الكلام يُعتبرُ خطراً كبيراً يُواجه الأُسس العقدية للأمة ، فأراد الإمام عليه السلام أن يضع حداً لهذا الهذيان والباطل ، وهذا ما أفصح عنه عليه السلام في كلمته الرائعة ‹‹ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به وأنّ الباطلَ لا يُتناهى عنه ، لِيَرغَبَ المؤمنُ في لقاءِ الله مُحِقاً›› فعندما يكون هرمُ السُلطة لا يرى قُدسيةً لمبادئ الإسلام ، ويرى أنّ هذه المبادئ العقدية تُمثل أكاذيب جاء بها النبي صلى الله عليه وآله فماذا سيبقى من الإسلام ؟ المسار الرابع : إنّ المشيئة الإلهية تحكم كل الأشياء . على المسلم أن يقف بعزم وثبات كي ينصر مبادئ الإسلام ، كما فعل الإمام الحسين عليه السلام مع أهل بيته وصحبه الأبرار ، مع علمه أنّ التضحية جسيمة وكبيرة وعظيمة ، وفيها انتهاك لكل القيم السماوية والقوانين الوضعية بل لكل المبادئ الإنسانية ، ولكنّ هذه التضحية قليلة مادامت في سبيل الله ، ولذلك ، عندما قال بعض الناصحين للإمام ‹‹يا أبا عبد الله فلتخرج وحدك فما بال النسوة يخرجن معك›› قال عليه السلام ‹‹شَاءَ الله أن يَراني قتيلاً وشَاءَ الله أن يَراهُنّ سَبايَا››، وهو بهذه الكلمات يعطي - للأجيال - درساً عملياً في التوكل على الله وتقديم المشيئة الإلهية على كل الأشياء. دور الإنسان الرسالي: إنّ الإنسان - بطبيعته - يُقَدّم نفسه في سبيل بقاء ولِدهِ وعائلته، ولكنه لا يضحي بعائلته وولِدهِ ،لأنهم يُمثلون له الخلود والاستمرار لحياته .فالإمام عليه السلام أراد أن يُبرهن - بدرس عملي رائع - على أنّ الإنسان مهما يُقدّم من تضحيات في سبيل الله تعالى فهي قليلة وضئيلة ، وهذا ما أبانته العقيلة زينب عليها السلام عندما استُشهِدَ الإمام الحسين عليه السلام قائلة ‹‹اللهم تقبل منا هذا القربان››، فالأئمة من أهل البيت يُريدون الحفاظ على كرامة الأمة وعلى عزتها ، وليس لديهم أي طمع في الجاه أو المال أو في أي أمر آخر، كما يتصور البعض ، فالإمام عليه السلام منذ اليوم الأول لنهضته كان يعلم بأنّ مصيره القتل ولكنه كان يرى أنّ هذا القتل سيجعل مبادئ الإسلام تمثل العزة والكرامة لكل المسلمين عبر الأجيال المتعاقبة لتاريخهم. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام . والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وزاد وبارك على سيدنا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش حفظه الله الإلقاء: 2/1/1426هـ النشر: 16/1/1426هـ
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
![]() |
![]() |