|
|
|
||||
|
|
|||||
 |
 |
|
:: :: |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
 |
 |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
 |
|
 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عرض :الدور الريادي للإمام الحسن عليه السلام في المجتمع الإسلامي
°¤©><©¤°
الدور الريادي للإمام الحسن عليه السلام في المجتمع الإسلامي
°¤©><©¤° أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد وآله أجمعين الطيبين الطاهرين. قال الله تبارك وتعالى في القران الكريم: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} صدق الله العلي العظيم. تمر علينا ذكرى استشهاد إمامنا الحسن صلوات الله وسلامه عليه. إن هذا الإمام العظيم الذي عاش في كنف جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وردت في حقه وفي أخيه الإمام الحسين عليه السلام الكثير من الآيات القرآنية بالإضافة إلى عشرات الأحاديث التي من أبرزها قول المصطفى صلى الله عليه وآله: ‹‹الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا››. إن مع هذا الكم الهائل من الآيات والروايات التي تبرز الأبعاد الحقيقية في شخصية الإمام الحسن عليه السلام ، إلا أن الإعلام المضاد في زمن الأمام عليه السلام ، سجل خطوات مؤثرة على مركز قيادة الأمام عليه السلام في النواحي الثلاث : 1) الناحية العقدية. 2) الناحية الاجتماعية. 3) الناحية السياسية. فتأثر أتباع الأمام الحسن عليه السلام وحدثت انتكاسات متعددة للأمة الإسلامية أدت بمجموعها إلى استشهاد الأمام الحسين عليه السلام ، بالإضافة إلى الظلم الفادح الذي لحق بأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ومن هنا لابد أن نقف لنتأمل ذلك الأعلام المضاد وما استطاع أن يحدثه في المناحي الثلاث التي أومأنا إليها. وماذا ينبغي للإنسان المؤمن الرسالي أن يقوم به تجاه القادة؟ وقبل أن أوضح بعض الحيثيات في هذا البحث المتعلق بالإمامة لابد أن أشير باقتضاب إلى أهمية القيادة. إن كل مجتمع من المجتمعات يحتاج لقادة في كل ناحية من النواحي، والقائد: هو ذلك الإنسان الذي تتوافر فيه مجموعة من المواصفات بها يستطيع أن يكون ُرباناً للسفينة ، ومن خلال الحنكة والحصافة في رأيه يستطيع أن يجعل ذلك المجتمع يتقدم في نواحٍ متعددة ، وبإمكاننا أن نسم تلك النواحي بالتقدم الحضاري، ولاشك أن القادة الذين نصبهم الله تتوافر في شخصياتهم أسمى وأعظم تلك المعاني التي يتطلبها البشر، وأما ما عداهم من الناس فيختلفون في توافر تلك الصفات والسمات، ولو فرضنا أن الله لم ينصب قادة ، فهذا لا يلغي حاجة المجتمع الماسة إلى وجود القادة الذين يتفانون من أجل رقي المجتمع وتقدمه في جميع الأصعدة ، حتى في النواحي الثانوية وغير الجوهرية ، ففي أي عمل من الأعمال إذا لم يتوافر قائد فإن ذلك العمل سيؤول إلى الفشل وينتهي بشكل تدريجي فوجود القائد يمثل مركزية أساسية في أي عمل من الأعمال ، وقد وردت إشارة في كلمة هامة لإمامنا أمير المؤمنين عليه السلام يبين فيها ضرورة القائد ويقول فيها : ((لابد للناس من سلطان)) ، أي لابد للناس من قائد في كل ناحية من النواحي، وهذا يعني ، أن أي فئة أو جماعة من الناس تريد أن تقوم بعمل ما ،لابد لها من قائد ، وأما إذا لم يتوافر لها القائد فمآل عملها إلى الفشل ، ثم إنه لابد لاستمرار ذلك العمل في التقدم المطرد أن يتوافر له قادة على الدوام ، ولذا نجد في فقهنا الإسلامي العشرات من الروايات التي تؤكد على أهمية وجود عالم، وحتى أن العلماء يقولون مع عدم وجود العالم توجد نظرية ، يشير إليها الشيخ الأنصاري في المكاسب وغير الشيخ في غير المكاسب تسمى نظرية " عدول المؤمنين " أي مع عدم وجود العالم الذي تتوافر فيه المواصفات ، لابد من رجوع الناس إلى مانسميه بعدول المؤمنين ليتولى هؤلاء العدول القيادة في المناحي الاجتماعية المتعددة ، وبذلك يستطيع هذا الركب المدني بأكمله أن يصل إلى شاطئ الأمان . إذاً أهمية وجود القيادة أهمية جوهرية ، وأعداء أي مجتمع من المجتمعات إذا أرادوا أن يؤثروا على مسار تقدم ذلك المجتمع ، فمن أهم مايقومون به هو ضرب القادة ، ويتأتى ذلك من خلال نحوين : النحو الأول : التصفية الجسدية والإيذاء الجسدي إن الإنسان المتابع للأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية ، وخصوصاً في فلسطين ، الذي يتعرض أبناؤه إلى أسوء وأعنف التعامل غير الإنساني ، بيد أنه يمثل استراتيجية معينة لليهود، لإحراز قصب السبق ، ولذلك فاستشهاد هذا العالم الكبير الشيخ أحمد ياسين ( رحمه الله ) يأتي في ضمن هذا السياق ، فاليهود يريدون للفلسطينيين أن يتراجعوا للوراء من خلال ضرب القيادات المؤثرة في المجتمع الفلسطيني ،وهذا مانسميه بالتصفية الجسدية. النحو الثاني: تفريغ القائد من تأثيره المعنوي إن هذا الأسلوب يوازي ويعادل في الرتبة التصفية الجسدية ، إن لم يكن أخطر . فنجد هنا الدور المؤثر للإعلام المضاد، ويتجلى ذلك فيما حدث لإمامنا الحسن عليه السلام، حيث أن معاوية وعمرو بن العاص ومجموعة من الذين يمتلكون فكراً سياسيا ً مضاداً للحركة الإلهية آنذاك ، استطاعوا أن يؤثروا على قيادة الإمام الحسن عليه السلام ، من خلال إشاعة ، أن مسألة النزاع بين الإمام الحسن وبين معاوية أو بين الإمام أمير المؤمنين وبين معاوية لاتعود إلى الدين ، بمعنى أن الصراع ليس هو بالصراع الديني ، وإنما هو صراع قبلي . التأثير على قيادة الإمام من الناحية العقدية: إن من خلال العرض الآنف الذكر ركز معاوية على أن صراعه مع الإمام الحسن عليه السلام يعود إلى الصراع بين أمية وهاشم ، أي أنه يتمركز على المنطق القبلي ، وهذا يعني أن كلاً من الأمويين والهاشميين يريدون الزعامة لأنفسهم ، ولعل هذه النظرية لازالت موجودة إلى يومنا هذا ، بمعنى أن غير المدرك لحقيقة قيادة أهل البيت عليهم السلام وأنها استمرار لرسالة المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين ، يصعب عليه أن يفهم حقيقة النزاع بين معاوية والإمام أمير المؤمنين من جهة ، وبين معاوية والإمام الحسن عليه السلام من جهة أخرى. فإذاً هذا تفريغ للنزاع من محتواه ، وإذا استطاع الطرف الآخر أن يفرغ النزاع من محتواه يفقد القائد الإلهي أهم نقاط القوة لديه ولذلك كان الناس يشككون في قيادة الإمام الحسن عليه السلام ، بل أن بعضهم حاول أن يتآمر على الإمام الحسن عليه السلام وأرسل مجموعة من الرسائل لمعاوية يقول فيها بأنه إن أردت أن نسلم لك الإمام الحسن عليه السلام حياً فعلنا. فإذاً هذا تفريغ للنزاع من محتواه العقدي إلى محتوى صراع قبلي ، وهذا بالتأكيد أثر على الجانب العقدي في شخصية الأمة ، بمعنى أن الأمة الإسلامية تأثرت آنذاك ، مما دعا الكثير من الناس حتى من المقربين للإمام الحسن عليه السلام بدلاً من أن يصارع في جبهة الحق ، انطوى تحت جبهة الباطل، ومنهم عبيدالله بن العباس ، الذي أصبح من جند ومن قادة معاوية بعد أن كان من القياديين لمعسكر الإمام الحسن عليه السلام ، فهذه الحركة الإعلامية أثرت على الفكر العقدي الموجود للأمة . إن هناك تأثيراً على قيادة الإمام الحسن عليه السلام في الجانب السياسي ، وذلك في مسألة القيادة السياسية التي تعتمد على كفاءات ونظام، ولذلك نجد مثلاً في الانتخابات الحديثة ، أن كل مرشح يطرح برنامجاً ، يقدم فيه مجموعة من التصورات والأُطُر، والتي من خلالها يستطيع أن يخدم المنتخبين له ، وهذا ما حصل آنذاك، فكانت هناك مجموعة من الأطروحات تضاد حركة الإمامين ، الإمام أمير المؤمنين والإمام الحسن عليهما السلام ، فإن استمرار الإمام الحسن عليه السلام في القيادة هو استمرار لقيادة أبيه ، باعتباره الوريث الشرعي له . لذا نجد أن أعداء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عندما تولى القيادة ، أشاعوا بين الناس ، أن الإمام عليه السلام جعل الأمة تنتهي من حرب ومن مشكلة إلى حرب ومشكلة أخرى. وبذلك قدَم تشكيكاً في قيادة الإمام الحسن عليه السلام لضرب الفكر السياسي الذي يستطيع أن يؤثر به الإمام صلوات الله وسلامه عليه تأثيراً رائعاً في جلب طاقات وقدرات الأمة لبناء الفكر الإسلامي الصحيح والتقدم الحضاري الذي ينسجم مع القيادة الرّبانية والإلهية لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . بينما نجد أن الأمة أو الجماهير لم تتفاعل مع هذا الفكر وتفاعلت مع ما طرحه معاوية ، ويظهر ذلك من خلال ما نجده واضحاً، عندما استشار الإمام عليه السلام القاعدة الجماهيرية قبل ابرام بنود الصلح حيث ، قال لهم : إن معاوية أرسل إليّ ورقة بيضاء موقعة بختمه ، فما نريد أن نتفق عليه نكتبه له ، بمعنى إبرام هدنة بين الطرفين أو صلح ، فماذا ترون نقاتله أو نبرم صلحاً ؟ الكثير من الأصوات كانت تنادي للإمام الحسن عليه السلام : البقية البقية ياابن رسول الله ، بمعنى أن الناس كانوا يريدون الدِّعَة والراحة ويغترون بتلك الشعارات الجوفاء مما أثر على الفكر السياسي، وبالتالي أيضاً على هذا التقدم والحركة الاجتماعية التي كان يتبناها الإمام الحسن عليه السلام استمرارا ً لمسار الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه. نحن نستفيد أيضاً ، حتى في عصرنا الحاضر ، فعندما نقرأ أو نسمع في الإعلام المضاد ما يمس بقادتنا الإلهيين فينبغي لنا أن نستذكر تاريخنا السابق وأن لا نتأثر بهذا الإعلام المضاد، لأن هذا الإعلام له تأثير أكثر من السحر على أذهان الناس وبالتالي يستطيع هذا الإعلام المضاد أن يجعل حاجزاً سميكاً بين هذا القائد الإلهي أو بين ذلك العالم والشخصية المؤثرة وبين الجماهير ، فعلينا أن نستذكر تاريخ أئمتنا ونستفيد من تلك الحركات المضادة ، أو ذلك الإعلام المضاد الذي أشرنا إليه في الانصياع لأوامر مراجعنا وعلمائنا الأبرار والقادة الذين يمثلون النزاهة والطهارة والزهد والرأي الحصيف . نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا مع محمد وآل محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلم وزاد وبارك على نبينا محمد وآله أجمعين الطَّيبين الطَّاهرين. سماحة العلامة الشيخ : حسين العايش حفظه الله الإلقاء: الجمعة 5/2 /1425 هـ النشر: 24/3 /1425 هـ
للحـفظ ( اضغط بزر الماوس الأيمن ثم حفظ بإسم
)
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
يرجى ضبط الشاشة على المقاسات : 1024x768 لتصفح الموقع بالشكل الأفضل |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تاريخ الاضافة:
22/02/2009 
الزوار:
2701 
الصفحة الرئيسية 
الدروس الحوزوية 
آفاق الكلمة 
تطوير الذات 
مقالات مكتوبة 
الاستفتاءات 
المـكتبة الـمــرئية 
مؤلفات الشيخ حسين العايش 
 |
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة التقوى الاسلامية |
 |
 |